تُعدّ العلاقة بين الخالق والمخلوق أساسًا لوجود الإنسان، حيث تبرز هذه العلاقة في جميع جوانب الحياة اليومية، والتمسك بحبل الله يتجاوز الحدود الدينية ليشمل القيم الإنسانية الأساسية مثل، حقوق الإنسان والعدالة والمساواة، وهذه القيم تشكل الإطار الذي يمكن من خلاله بناء مجتمع متماسك يسعى لتحقيق الخير العام.
ويعني التمسك بحبل الله الالتزام بالتعاليم الدينية والأخلاقية، التي توجه سلوك الأفراد والمجتمعات، ويسهم هذا التمسك في تعزيز القيم النبيلة مثل، الصدق والأمانة والتسامح. كما أنه يعزز من روح التضامن والتعاون بين المواطنين، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومتفاهم.
ويُعدّ مفهوم حقوق الإنسان من أهم المبادئ التي يجب أن يتبناها الأفراد والمجتمعات، وهذه الحقوق تشمل الحق في الحياة والحرية والكرامة والتعليم والصحة وحرية التعبير وغيرها، فالتمسك بحبل الله يعزز من إحترام هذه الحقوق، حيث أن الأديان تدعو إلى حماية الإنسان وكرامته، ومن خلال تعزيز حقوق الإنسان يمكن تحقيق العدالة والمساواة في المجتمع.
إن العدالة والمساواة هما من القيم الأساسية، التي يجب أن يسعى إليها المجتمع، وتعني العدالة تحقيق الإنصاف في توزيع الموارد والفرص، بينما تعني المساواة عدم التمييز بين الأفراد بناءً على العرق أو الدين أو الجنس، والتمسك بحبل الله يعزز من هذه القيم، حيث تدعو الأديان إلى إحترام الجميع والعمل من أجل تحقيق العدالة.
وتعدّ العلاقة بين الخالق والمخلوق علاقة وحدانية وجدانية، حيث تبرز هذه العلاقة من خلال الإيمان العميق بوجود الله وتجليات رحمته ومحبته، وهذا الإيمان يعزز من شعور الأفراد بالانتماء والأمان، مما يدفعهم للعمل من أجل الخير والمساهمة في بناء مجتمع أفضل، وعندما يشعر الفرد برابطة روحية مع الخالق، يصبح أكثر عرضة للتعاطف مع الآخرين، وسعيه لتحقيق العدالة والمساواة.
إن التمسك بحبل الله وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة هو أساس بناء مجتمع سليم ومتماسك. لذلك، يجب على الأفراد والمجتمعات العمل معًا من أجل تعزيز هذه القيم وتحقيقها في حياتهم اليومية، ومن خلال الإيمان العميق بعلاقة وحدانية وجدانية مع الخالق، يمكن للناس أن يسهموا في نشر الخير والعدالة، مما يعود بالنفع على الجميع.
د. أبو خليل الخفاف
٢٠٢٥/٧/١٨