محمد مسعود الأحبابي يكتب: قراءة في زيارة الشيخ محمد بن زايد للصين
مقالات: بوابة العرب الإخبارية
دائما ما تأتي أغلب الجولات الخارجية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على قدر عالي من الأهمية سواء للدولة التى تستضيف العقل الإستراتيجي لدولة الإمارات، أو للإمارات نفسها، وربما للمنطقة جمعاء، ولزيارة دولة عظمى كجمهورية الصين الشعبية فى ذلك الوقت الصعب التى تمر به المنطقة عامة والخليج العربي خاصة بتأكيد أهمية إسترتيجية كبيرة، وهنا حرص العقل الإستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد حفظه الله على الخروج من تلك الزيارة بأكبر كم من المكاسب الاقتصادية بجانب توجيه اقوى قدر من الرسائل السياسية لكافة الاطراف الخارجية.
فالصين التى تمثل لها الإمارات العربية المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري على مستوى العالم تنظر للإمارات بوضعها السياسي بالخليج العربي نظرة مختلفة ومتطورة كل يوم بحكم ما يحدث فى الإمارات من تطور داخلي وعلى صعيد سياستها الخارجية المتمددة كل يوم فى الشرق الأوسط، وأن كان العقل الإستراتيجي لدولة الإمارات مهتم جدًا بتطوير العلاقات الاقتصادية مع الصين، إلا أنه لم يغيب عن عقله ضرورة توجيه الرسائل السياسية من بكين لكل الأطراف سواء الاقليمية أو الدولية، في ظل ما يحدث بمياه الخليج العربي من عربدة إيرانية، وما يحدث بمياه شرق البحر المتوسط من بلطجة تركية، بعد أن اختارت إيران وتركيا أفضل وقت للضغط على الإنجليزي والأمريكي سواء قبل تسليم تيريزا ماي للسلطة أو قبل دخول ترامب في عاصفة الانتخابات، حتى بات كل من الإنجليزي والأمريكي ينظر إلى الآخر وينتظر ماذا سيفعل الآخر تجاه إيران كي يفعل مثله.
وهنا وبعد تلك التطورات الأخيرة الخطيرة كان على الإمارات أيضا أن تتحرك فى كل الاتجاهات وتبحث عن المكسب فى أي قارة كانت لتحقق مصالحها أولا وثانيا وثالثا، خاصة وأن دولة الإمارات كانت أكثر من غيرها إتزانًا وواقعية ورصانة فى التعامل مع كل الأحداث التى حدثت بمياه الخليج مؤخرا، كما أن الإمارات لم تضع بيضها كله فى سلة واحدة، ولم تعول على قوى دولية بعينها لحل ملفات أو أزمات ما.
كما علينا أن نرى بوضوح أن رجل الأعمال دونالد ترامب الذى يتعامل مع كل الملفات الخارجية منذ توليه السلطة وحتى الآن وربما حتى رحيله بمبدأ رجل الأعمال لا رجل سياسة ورئيس لدولة عظمى بحجم أمريكا قد تحصل على كل ما يريد وزيادة بعد زيارة أمير قطر مؤخرا للولايات المتحدة.
ومن هنا جائت اهمية زيارة الشيخ محمد بن زايد للصين اقتصادية وسياسية أيضا، زيارة قالت فيها الإمارات أننا لا نعول على أحد إلا سواعد أبنائنا وعقول رجالنا، وأنها لا تنتظر من أي قوى عظمى ايا ما كانت مساعدة أو حل فى ظل ما تشهده المنطقة من عواصف، قد تكون تلك العواصف هي من صناعة تلك القوة العظمى نفسها..