قصة صادمة.. قال : هذا إمام مسجد حمار ؟ !
مقالات الشيخ حسن سعيد مشيمش ـ بوابة العرب الإخبارية
في سنة 1998 عام الإنقلاب الفكري والتحول السياسي الذي وفقني الله تعالى إليه وهو المُسَدَّد للصواب برحمته – ( لكن بشرط إذا اتخذ الإنسان قراراً بالبحث عن الصواب مُطَهِّراً نفسه من عشق المال والمناصب والرواتب والمراكب والسكائب )
كان في صالوني ضيف من أهل الفكر وكنا معاً في ” حزب الخمينيين ” وقد عزمنا معا سنة 1998 على القراءة من جديد كل كتاب إسلامي كنا قد قرأناه أيام المراهقة الفكرية والثورية ، ومن الكُتُب التي كنت أقرأها من جديد في ذلك اليوم الذي كان صديقي بضيافتي كتاب للخميني وعنوانه ” الحكومة الإسلامية ” وهو صغير الحجم ، وبمقدور أي عربي أن يقرأه بساعة واحدة مع كتاب القذافي الذي عنوانه ” الكتاب الأخضر ” ويفهم مقصودهما فهماً سريعاً لشدة وضوح عبارات الكتابين الصغيرين ، وأنا أقرأ من كتاب الخميني على مسمع ضيفي بخلفية التفكير بمدى صحة ما يقول الخميني في كتابه وإذْ بحاج من حُجاج ما ” يُسَمَّى حزب الله ” يدخل علينا ضيفاً وهو يَتَبَوَّء منصباً مهماً في تنظيم الحزب في جنوب لبنان وحينها تَعَمَّدْتُ وقصدتُ أن أكشف له عن بعض سطور الخميني وأنْ أنسبها لسيد إمام مسجد في ضيعتي والسيد كان من الساذجين السطحيين في حزب الخمينيين ، فقلتُ له ما رأيك بالسيد الفلاني يقول حرفياً في المسجد للشباب :
1 – إن ولاية الفقيه هي عين ولاية رسول الله وذاتها ونفسها ؟
2 – إن النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم والفقيه كذلك لأنه وارثه وخليفته ؟ بدليل أن رسول الله قال : الفقهاء أمناء الرسل ؟
وقال (ص) : الفقهاء ورثة الأنبياء ؟
3 – وكما الله سبحانه وتعالى منح الوالد ولاية على أولاده فإنه سبحانه منح الولاية نفسها للفقيه على الناس ، والإختلاف بين ولاية الأب وولاية الفقيه اختلاف بالكمية فقط ، فالأب ولي من الله على أولاده فقط ، والفقيه ولي من الله على الناس أجمعين ؟
س : فما رأيك يا حاج بكلام السيد الفلاني الذي يقول ذلك على منبر المسجد ؟
فأجابني الحاج الضيف وهو كما قلت لكم من مؤسسي حزب الله في جنوب لبنان أجابني بقوله : هذا سيد حمار ! ! !
حينها فتحت كتاب الخميني ووضعت تحت نظره الصفحة التي يقول فيها الخميني ما نسبته إلى السيد الفلاني الذي وصفه بالحمار ! ! ! وحينها بكل تأكيد وكأن صاعقة أصابت رأسه واحْمَرَّ وجهه من الخجل وأحاط به الإرتباك من رأسه إلى أخمص قدميه وقال لي بامتعاض بالغ : أنا أؤمن بقيادة الخميني لكنني لا أوافقه بهذه الفكرة ، فاحتسى كأسا من الشاي وانصرف وبقي صديقي وما زال صديقي رغم الإختلاف الجذري بيننا عقائديا وسياسيا .
وأحيطكم علما بأن المرحوم الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله هو عالم وفقيه وكاتب من جنوب لبنان وكان ثقة مراجع الشيعة يقول حرفيا في كتابه : ” الفقيه الذي يزعم بأن له الولاية السياسية على الناس التي كانت لرسول الله (ص) والأئمة من آله الأطهار فهو فقيه مجنون أو سفيه ويجب على كلا التقديرين التحجير على أملاكه وأمواله كما يُحَجَّر على السفهاء والقاصرين الصغار الأيتام “
راجع كتابه بعنوان : ” فقه الإمام جعفر الصادق (ع) “
باب التحجير على السفيه والمجنون والقاصر .
………………………………..
ملاحظة : كتاب : ” الخميني والدولة الإسلامية “
تأليف : الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله .
وكان عالماً وفقيهاً وثقة مراجع الشيعة .
كتابه اختفى من أسواق بيروت بقرار أمني من حزب اللات
ولا يجرؤ دور نشر في بيروت من نشره ! ! ! .