عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

الدكتور صابر حارص يكتب: حقيقة ما يجري لمسلمي الايجور في الصين..

مقالات ـ بوابة العرب الإخبارية

كل ما شاهدناه على السوشيال ميديا من تعذيب لمسلمي الايجور بالصين جزء من الحقيقة التي لم نعرف كل ابعادها، واغرب رد فعل عليها من سعوديين ومصريين انها لعبة امريكية وتركية لمحاربة الصين اقتصاديا ، وان مسلمي الايجور دعاة انفصالين، وربما كان هذا الكلام هو الدليل نفسه على صحة ما شاهدناه وادمى قلوبنا، فما دامت هناك دعوات للاستقلال عن الصين فإن هذا وحده كاف لارتكاب هذه الانتهاكات، وقد حسم السفير الصيني بالقاهرة صحة هذا الأمر حينما قال أننا نحارب الإرهاب كما هو الحال في مصر، فما دام هناك إرهاب من وجهة نظر الصين فبالضرورة ستكون هذه المشاهد صحيحة.

كما أعلن فريق كولونيا الألماني إنسحابه من مشروع المساعدة على تطوير كرة القدم في الصين وذلك بسبب الإنتهاكات التي تمارسها ضد مسلمي الإيغور في إقليم تركستان الشمالي

وقد حسم الأمر أيضا اتحاد علماء الأزهر الشريف حينما طالب بأن تكون خطبة الجمعة القادمة دعوة المسلمين لنصرة مسلمي الايجور أمام السفارات الصينية والمؤسسات الدولية، ووصف البيان ما يجري بأنه إبادة جماعية لا مثيل لها، واستنكر البيان هدم المساجد وحرق المصاحف ومصادرة الأملاك والإجبار على ترك المعتقدات وكافة صور القتل والتعذيب، وطالب البيان المؤسسات الدولية والحكومات الإسلامية بتخليها عن صمتها من أجل سرعة إنقاذ مسلمي الايجور، ووصف البيان الصين بأنه بلد إرهابي ويجب مقاطعة منتجاته

والأهم من ذلك أنه لا علاقة لهذه المشاهد التعذيبية بالقانون وحقوق الانسان والمحاكمات القانونية التي يفترض أن تتم لهؤلاء المسلمين، وانما هو اجرام تعدى الارهاب الصهيوني في غزة، فالاسد ارحم على فريسته منهم بكثير.

فمن يدقق النظر في المسلمين الذين يتلقون التعذيب يكتشف انهم ضعفاء البنية وصغار السن وكثير منهم إناث، فهم على ما يبدو انهم اهل المجاهدين واسرهم، واقول المجاهدين وليس الارهابين لان الايجور بلد مسلم مستقل منذ96 هجرية الى ان تم احتلالها من الصين عام 1949ميلادية اي ما يزيد عن 1350 عاما .

وأكرر الإيجور بلد مسلم مستقل تم احتلاله من الصين بعد عام واحد من احتلال الصهاينة لفلسطين، ونتيجة لهذا الظرف الزمني الذي شهد انكسار وانهزام العرب حتى 1948 صمت حكام العرب والمسلمين والاعلام التابع لهم عن هذه الجريمة وما تلاها من جرائم التعذيب والابادة الجماعية في الايجور، خاصة وان السوشيال ميديا كانت لم تظهر بعد والأمر يمثل حرجا لحكام العرب والمسلمين.

وبدلا من انتهاز فرصة تسريب او التصوير الفضائي لهذه الحلقات الجماعية في التعذيب وتكاتف الدول المسلمة في التنديد بهذه الجرائم والتعامل معها وفقا لمعايير القانون الدولي والاعتراف بحق الايجور في استقلالها باعتبارها دولة مسلمة محتلة شانها شان فلسطين راح قليل من المصريين والسعوديين يبررون عن جهل او عمد الاحتلال الصيني وحلقات التعذيب التي يمارسها منذ 70عاما.

الايجور دولة مسلمة كبرى يبلغ عدد سكانها 25 مليون بينما تقول الصين انهم 11مليون فقط وهم ليسوا انفصاليين ولكنهم يتمنون الاستقلال شأنهم شأن جنوب السودان وشأن الأكراد رغم أن هؤلاء مجرد عرقيات في وطن منذ قديم الزمان…

وتبلغ مساحة الايجور ثلث مساحة الصين وبها ثروة ضخمة من النفط والغاز والفحم والذهب وهذا هو سر احتلال الصين لها عام 1949.

وبطبيعة الحال نقدر حالة الانكسار التي يعيشها العرب والمسلمون ولا يمكن أن نطلب منهم اي دعم رسمي، ولكن الراي العام يجب ان يستمر في مقاطعته للمنتجات الصينية ولا داعي لحصر كل هذه المنتجات بل إن الاجراء الأسهل هو ان تسال البائع عن اي سلعة تشتريها ما اذا كانت صينية الصنع ام لا ؟

وتشتري المنتج المحلي بدلا منه، وفي هذا خيرين دعم المنتجات المحلية

وإنعاش الاقتصاد المصري وضرب الاقتصاد الصيني الذي يمثل السبب الرئيسي في قوتها العظمى.

وهذا الامر هو تحقيق لمصالح شعب مقهور ومحتل وواجب علينا شرعا وانسانيا دعمه، بغض النظر اذا كان هذا يصب في مصلحة الاتراك او الامريكان فهذه من الاثار الجانبية التي لا تمنعنا عن إفادة بلدنا اقتصاديا ودعم الايجور انسانيا حتى يتوقف هذا التعذيب وينتقل الايجور الى حالة معيشية افضل في ظل الاحتلال الصيني….

د. صابر حارص
أستاذ الإعلام بجامعة سوهاج

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى