النائبة الفت المزلاوي تكتب.. لأنها كبيرة ـ مصر تتوصل منفردة لإنهاء حرب غزة
علت هتافات سكان قطاع غزة المؤيدة لمصر والرئيس عبدالفتاح السيسي احتفالا بمساعيها الدؤوبة المتواصلة لوقف إطلاق النار وبدء سريان الهدنة غير المشروطة حقنا لدماء الفلسطينيين، حيث نزل آلاف الفلسطينيين فجر الجمعة فى شوارع غزة ولضفة الغربية والبلدات العربية فى الداخل الإسرائيلي حاملين الأعلام الفلسطينية والمصرية ومرددين هتافات النصر.
هذا ما أعلنته نصا وسائل الإعلام العربية والغربية، وهو خبر سار تنتهي بمقتضاه أحداث عنف وقتل وتخريب وتدمير متواصله استمرت ما يزيد عن عشرة أيام متواصلة، لعبت فيها إسرائيل دور المعتدى الغاشم كعادتها وكانت أطفال ونساء قطاع غزة هم الضحايا كما يحدث فى كل مرة أيضا، فى ظل تقاعس دولى فاضح لا يعتد بإنسانية ولا عدالة ولا رحمة، ويقف منبطحا مخزيًا أمام اسرائيل ونفوذها السياسي والاقتصادي الكبيرين.
اقرأ ايضا للنائبة
النائبة ألفت المزلاوي تكتب.. ما يجب أن تفهمه اسرائيل هذه المرة
بذلت مصر جهود مضنية منذ اللحظة الأولى لإشتعال القطاع، تواصلت مع كافة الدول ذات الشأن وأرسلت اعتراضات متكررة، متنوعه، وعنيفة لدولة الاحتلال، وطالبت بوقف العدوان فورا فنتائجه التدميرية ستلقي بظلالها على كل كبيرة وصغيرة فى المنطقة ولسنوات طويلة وستقطع الطريق على جهود التسوية وتطبيع العلاقات والتعايش السلمى.
أدارت مصر الأزمة باحترافية شديدة، وسبقت الجميع بما فيهم “الولايات المتحدة” فى إعلان أن الهدنة تتم تحت رعايتها وترجمة لجهودها ، فقد تمكنت الدبلوماسية المصرية من التوصل إلى الطرفين معًا وانتزاع الموافقة على وقف إطلاق النار فى ذات الوقت، ولولا أن لمصر شأنًا وهيبةً وبهاءً ما كان أيا من الطرفين قد أذعن أو وافق وخصوصًا دولة الإحتلال التي تشتعل فيها المعارضه وتنقسم فيها الأراء وتسخر فيها الصحافة والإعلام من نتنايهو الذي يتهاوي ويتأرنح وهو يحاول عدم السقوط من أعلى فرسه منتكسًا إلى جوار قطيع أغنامه.
إن إكراه مصر لنتنايهو على قبول الهدنة استنادًا إلى جلال مقاومة الفصائل فى غزة ، وَضَعَه فى مأزق تاريخي وقد تتشكل معه نهايته السياسية وتفتح عليه أبواب جهنم ليؤول مصيره إلى سجن طويل لتورطه فى قضايا فساد بالغة يتمكن منذ سنوات من الفكاك منها لتمتعه بحصانه سياسية تصون صاحبها، لكن معارضوه الآن يرون أن قبوله للهدنة بتوقيع مصري هو الوقت الأنسب للإيقاع به وهذا ما ستشهده تحركاتهم السياسية خلال الفترة الأخيرة، وحال سقوط نتنايهو القريب سياسيا بتهمة اخفاقه فى تحقيق نصرا واضحا فى غزة سيكون بمثابة رسالة واضحه لمن يتبعه رئيسا للحكومة مفادها لا تقترب من غزة ولا تُهّون من قوة المقاومة وعتادها، فقد أسقط ذلك سياسيا هو الأبرز فى إسرائيل.
إن مصر الكبيرة تحارب علي طريقتها وما يتناسب مع استراتيجتها مجتمعة بواعز من مسئولية وحزمة من حسابات السياسة والتاريخ والتجارب، تستعد بمتطلبات كاملة للحرب من ناحية، وبكافة متطلبات السلم من ناحية أخرى ، وتعرف متى تختار بينهما وما تختاره مصر تستطيع أن تحدث فيه نجاحات ملموسة لا تخطئها عين .. لأنها كبيرة.