شركات الطيران المتضررة من كورونا تضغط لتسريع عودة السفر عبر الأطلسي
سعت شركات الطيران التي تضررت بشدة من جائحة كورونا لاتخاذ إجراءات أسرع لتخفيف القيود على السفر بعد تعهدات من الولايات المتحدة وبريطانيا بإعادة تشغيل الخطوط المربحة عبر المحيط الأطلسي.
رحّبت شركات الطيران باتفاق الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لإنشاء فريق عمل مشترك لاستكشاف خيارات لاستئناف الرحلات الجوية، لكنها تدفع المسؤولين إلى الذهاب أبعد من البادرة المؤقتة.
قالت الخطوط الجوية لأمريكا، وهي مجموعة تضمّ قادة الصناعة مثل شركة “دلتا إيرلاينز” و”يونايتد إيرلاينز هولدنغز” ومجموعة “أميركان إيرلاينز”، إن “التحرك سريعاً هو الحل، نعتقد أن العلم موجود بالفعل”.
وأضاف لويس جاليغو، الرئيس التنفيذي لشركة “آي إيه جي” (IAG) المالكة لشركة الخطوط الجوية البريطانية، في مقابلة مع تليفزيون “بلومبرغ” ، إنه يجب أن يتمكن الأشخاص الملقحون (الحاصلون على لقاح كورونا) من السفر.
وأضاف أنه في ضوء التقدم في نشر التطعيمات في كلا البلدين، “لا نرى سبباً لفرض قيود بين الولايات المتحدة وبريطانيا”.
يُعَدّ ممر شمال الأطلسي الذي يضم الولايات المتحدة مع أوروبا هو الركن الأكثر ربحية في سوق الطيران العالمية، وهو مليء بالمسافرين المتميزين الذين يدفعون مبالغ إضافية مقابل مقاعد الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال.
يضخّ السفر جواً مليارات الدولارات في الاقتصادين البريطاني والأمريكي، ويدعم توفير مئات آلاف الوظائف، وفقا لدرو كراولي، كبير المسؤولين التجاريين في “أميركان إكسبريس غلوبال بيزنس ترافيل”.
وقال كرولي إن “استمرار إغلاق هذه الطرق الحيوية (المسارات الجوية) لأكثر من 400 يوم أضر بالانتعاش الاقتصادي في كلا البلدين”.
تهديدات السلالات المتحورة
ضغطت شركات الطيران على جانبَي الأطلسي بقوة من أجل تخفيف قيود السفر، خلال فترة الوباء، وجدّدَت نفس الدعوة الأسبوع الجاري قبل اجتماع قمة مجموعة الدول السبع في كورنوال.
تسببت النكسات الناجمة عن الفيروس في إحباط جهود إعادة إطلاق السوق بشكل متكرر.
في الآونة الأخيرة أدت السلالة المتحورة الهندية لفيروس كورونا إلى ارتفاع معدلات الإصابة بسرعة في بريطانيا، بما أجبر الحكومة على التراجع عن السماح بالسفر في بداية موسم الصيف المزدحم عادة، عندما كانت شركات الطيران تأمل في تسريع وتيرة الرحلات.
قالت ستايسي داي، المتحدثة باسم “أميركان إيرلاينز”، عن فريق العمل الأمريكي-البريطاني: “لقد تشجعنا بفضل إظهار الإرادة المتبادلة لإعادة فتح الطيران عبر ممر المحيط الأطلسي”، وأضافت: “سنستمرّ في أن نكون شركاء راغبين ومتحمسين لحكومتَي الولايات المتحدة وبريطانيا لتقدُّم محادثاتهما”.
محادثات الاتحاد الأوروبي
بالتوازي مع المحادثات مع بريطانيا، تدرس الولايات المتحدة أيضاً كيفية إعادة إطلاق رحلات الطيران مع نظرائها في الاتحاد الأوروبي.
تعمل دول مثل إيطاليا واليونان وفرنسا على رفع الحواجز ببطء أمام دخول الأمريكيين في إطار توجه شامل لتسهيل الحركة إلى التكتل وداخله، لكن الولايات المتحدة لم تردّ بالمثل.
قال كارستن سبور، الرئيس التنفيذي لشركة “لوفتهانزا” الألمانية، متحدثاً أمام لجنة صناعة الخطوط الجوية لأوروبا يوم الخميس، إنه بينما يأمل في إحراز تقدُّم نحو استئناف السفر عبر المحيط الأطلسي، سيكون من المحبط أن تنتهي قمة مجموعة الدول السبع في بريطانيا دون إحراز تقدُّم ملموس.
قال سبور إنه يدرك أن نتيجة المحادثات البريطانية الأخيرة في الولايات المتحدة كانت “مخيّبة للآمال تماماً”، وأنه لم يكن من الواضح ما متطلبات إدارة بايدن لاستئناف الرحلات عبر الأطلسي.
وأضاف سبور: “عقد هذه القمة دون أي تعليق على ذلك سيكون أمراً محرجاً للغاية”، و”لا أستطيع أن أصدّق أن هذا سيحدث، لكننا فوجئنا جميعاً مرات عديدة بهذا الأمر خلال فترة الوباء”.
نقلا عن اقتصاد الشرق