احتلال معبر رفح الحدودي.. الكيان الصهيوني يستكمل خطة الإبادة الجماعية لقطاع غزة
كان تأسيس معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر في عام 1982، وذلك بموجب إتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر.
ويعدّ المعبر أحد الطرق الرئيسة لمرور البضائع وتنقل الأفراد بين الجانبين، ولقد شهد تعديلات وتحسينات عدة من أجل تسهيل حركة المرور وتقديم خدمات الجمارك والأمن.
وهكذا هي الغاية الرئيسة من معبر رفح، إضافة إلى كونه ممرًا هامًا لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ويلعب المعبر دورًا حيويًا في تيسير حركة الطلاب والعمال الفلسطينيين الذين يعملون أو يدرسون في مصر، ولمعبر رفح مسألة سياسية وقانونية معقدة، وتعكس تطورات الأحداث والمفاوضات والاتفاقات السابقة بين الجانبين، وفهم الجوانب القانونية والاتفاقيات الدوليَّة المعنية بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وقوانين الاحتلال مهم جدًا.
وتسعى إسرائيل إلى السيطرة الكلية على المعبر، واستخدامه لأغراضها السياسية والاقتصادية والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
ولقد تأثر تاريخ الاحتلال لمعبر رفح بالعديد من الاتفاقيات والمفاوضات بين الجانبين من بينها، كامب ديفيد ١٩٧٨، واتفاقية أوسلو في عام 1993، واتفاقية طابا في عام 1995، واتفاقية شفا عمرو في عام 1996، التي تناولت مسألة السيطرة على المعبر وحركة الأشخاص والبضائع من خلاله. كما تؤثر القوانين الدوليَّة وحقوق الإنسان في حقوق وواجبات الجانبين، وتنظم سلوكهما في منطقة المعبر، ويجب على الدول والأطراف المعنية الامتثال لها وتنفيذها.
هل إسرائيل ملتزمة بما جاء أعلاه؟
إنَّ احتلال معبر رفح يؤثر على اتفاقية كامب ديفيد، التي تم التوصل إليها في عام 1978 بين مصر وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة، وتهدف الاتفاقية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وتسوية النزاعات الحدودية.
وعليه، فإنَّ احتلال معبر رفح من طرف إسرائيل يؤثر على تنفيذ هذه الاتفاقية، إذ تحدد حرية التنقل والوجود للمدنيين والبضائع عبر الحدود بين مصر وغزة، ويقيد حركة الأشخاص والبضائع بما يؤثر على حركة التجارة والتبادل الاقتصادي، التي ادت إلى ارتفاع تكاليف النقل والشحن، وارتفاع أسعار المواد الأساسية والسلع الاستهلاكية، وتقليل الفرص الوظيفية وزيادة مستوى البطالة.
إنَّ هدف الكيان الصهيونى باحتلال معبر رفح هو استكمال خطة الإبادة الجماعية بكل الصيغ والوسائل المتاحة، القتل والاغتيالات والتجويع وتدمير المستشفيات والبنى التحتية، والمزيد من المقابر الجماعية. وبذلك، تكون أرض غزة غير قابلة للعيش تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي.
وأملنا بالربيع الفلسطيني الأمريكي في هذا الجيل الصاعد، الذي سيغير التاريخ ويكتب نظام سياسي عالمي جديد، ومجلس أمن يحترم حقوق الإنسان والعدالة والمساواة والسلام.
د. ابو خليل الخفاف
٢٠٢٤/٥/١١