البروفيسور هاني جرجس: التعليم الخاص قاطرة التنمية المستدامة

حاوره/ الكاتب الصحافي عبدالله العبادي
عضو اللجنة الإعلامية للمؤتمر
في إطار التحضير للمؤتمر العلمي الدولي حول التعليم الخاص بين الواقع والطموح، والذي ستحتضنه مدينة صبراتة الليبية بين 25 و 27 مايو المقبل.
اللجنة الإعلامية للمؤتمر تستضيف المفكر المصري وعالم الاجتماع البروفيسور هاني جرجس رئيس لجنة التوصيات بالمؤتمر.
بداية نرحب بك الأستاذ الفاضل ونشكرك على قبول الدعوة، وأول سؤال:
ما أهمية التعليم الخاص في إنجاح خطط التنمية؟
يعد التعليم الخاص عنصرًا أساسيًا في تحقيق التنمية المستدامة، حيث يساهم في تلبية احتياجات الفئات التي تواجه تحديات تعليمية خاصة، مثل الأشخاص ذوي الإعاقة أو الذين يعانون من صعوبات تعليمية.
من خلال توفير برامج تعليمية متخصصة، يعزز هذا النوع من التعليم من قدرة الأفراد على تحقيق إمكاناتهم الكاملة والمساهمة في المجتمع.
كما يساهم التعليم الخاص في توفير بيئة تعليمية شاملة تساعد في تعزيز العدالة الاجتماعية وتقليل الفوارق بين الفئات المختلفة.
بذلك، يكون له دور رئيسي في تحسين الكفاءة الإنتاجية للمجتمع وتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ما هي أهم معوقات التعليم الخاص اليوم؟
بشكل عام، يواجه التعليم الخاص العديد من المعوقات التي تؤثر على فاعليته. أولاً، هناك نقص في الموارد المالية، مما يعوق توفير المواد والوسائل التعليمية اللازمة لتلبية احتياجات جميع الفئات المستهدفة.
ثانيًا، يفتقر العديد من المعلمين إلى التدريب الكافي والمتخصص في التعليم الخاص، مما يؤثر على جودة التعليم المقدم.
ثالثًا، لا تتوافر دائمًا البنية التحتية المناسبة، مثل التقنيات الحديثة أو البيئة التعليمية الملائمة التي تتيح للطلاب التعلم بشكل فعال.
كما أن غياب التنسيق بين الجهات المعنية مثل المؤسسات التعليمية والأسرة يمكن أن يعيق تحقيق النتائج المرجوة.
وأخيرًا، تظل بعض النظرات الاجتماعية السلبية أو التمييزية تجاه التعليم الخاص في بعض المجتمعات، مما يؤثر على مدى قبول البرامج التعليمية ونجاحها.
كيف تساهم التقنية في إنجاح التعليم الخاص؟
تُعتبر التقنية أداة محورية في تعزيز التعليم الخاص وتحقيق النجاح فيه، حيث توفر أدوات وموارد تسهم في تلبية احتياجات الطلاب المتنوعة.
أولًا، تساعد التقنيات الحديثة مثل البرمجيات التعليمية والتطبيقات التفاعلية في تخصيص المناهج التعليمية حسب احتياجات كل طالب، مما يسهل التعلم ويوفر بيئة تعليمية مرنة.
ثانيًا، تساهم التقنيات المساعدة مثل الأجهزة الذكية وبرامج تحويل النص إلى كلام أو برامج تحسين الإدراك في تمكين الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة من الوصول إلى المحتوى التعليمي بشكل فعال.
ثالثًا، تتيح الأدوات التقنية التواصل المباشر بين المعلمين والطلاب، مما يعزز من تفاعل الطلاب وتفهمهم للمادة الدراسية.
كما تساعد التقنيات في تسهيل التقييم والمتابعة المستمرة لأداء الطلاب، مما يتيح تعديل استراتيجيات التعليم وتحقيق نتائج أفضل.
وأخيرًا، تساهم التقنية في تيسير الوصول إلى المعلومات والموارد التعليمية عن بُعد، مما يعزز من الشمولية ويكسر الحواجز الجغرافية والاقتصادية.
كيف يمكن للدول تقنين التعليم الخاص والعمل على جودته؟
يمكن للدول تقنين التعليم الخاص والعمل على تحسين جودته من خلال عدة خطوات استراتيجية.
أولاً، ينبغي وضع إطار قانوني يحدد معايير واضحة للتعليم الخاص، مثل تحديد البرامج الدراسية المناسبة، وتدريب المعلمين المتخصصين، وتوفير التسهيلات الضرورية في المؤسسات التعليمية.
ثانيًا، يجب تخصيص ميزانية كافية لدعم التعليم الخاص، لضمان توافر الموارد اللازمة مثل المواد التعليمية المخصصة والتقنيات الحديثة التي تسهم في تحسين جودة التعليم.
ثالثًا، من الضروري وضع آليات رقابة وتقييم دورية لمتابعة أداء المدارس والمؤسسات التعليمية الخاصة، لضمان التزامها بالمعايير المحددة وتحقيق نتائج إيجابية.
كما يمكن إنشاء برامج تدريبية مستمرة للمعلمين وتوفير فرص تطوير مهني لضمان رفع كفاءتهم.
وأخيرًا، يجب تعزيز التوعية المجتمعية حول أهمية التعليم الخاص من خلال حملات إعلامية وتثقيفية تشجع على الشمولية وتقبل التنوع داخل النظام التعليمي، مما يعزز من قبول هذا النوع من التعليم ويسهم في تحسين جودته.