العراقيون يستخدمون مفردة شعبية هي (الخريط) ، للاشارة الى العبارات غير المترابطة والتي تخلو من المنطق، فيتم التهكم بالمقابل حينما يكون حديثه غير مفهوم ، ويقال له (هذا خريط) أو (شنو هالخريط)أو (خريط بخريط).
ولقد شاهدنا وسمعنا طيلة سنين طوال مواقف (خريط بخريط) ، وباتت حياة الكثير من أبناء جلدتنا (خريط بخريط).
اليوم وددت التوقف عند حملة وزارة الداخلية العراقية ضد “المحتوى الهابط”، وهي مستمرة منذ بضعة أسابيع، وتستهدف الأشخاص الذين يخالفون القيم والتقاليد والأخلاق ، ويتسببون بخدش الحياء و الإساءة للذوق العام، عبر مضامين خطابية هابطة بإستخدام وسائل الاعلام ، وبخاصة وسائل التواصل الاجتماعي و(السوشيال ميديا).
وكانت وزارة الداخلية قد أوضحت بان “من يقدم المحتوى الهابط ، لايختلف عن من يرتكب الجريمة المنظمة” ، لما لذلك من تأثير سلبي على المجتمع العراقي.
والمحتوى الهابط ، أو إعلام التفاهة وليس الثقافة، هو في الواقع أخطر من (الخريط) لأنه غالبا مايكون منظما ومدفوع الأجر.
وفي الوقت الذي نحيي هذه الجهود، إلا أن النجاح والعدالة الأكبر يتمثلان في ضرورة وضع ضوابط وتحديد معايير لمفهوم (المحتوى الهابط)، لعدم استغلال ذلك في تصفية الحسابات أو تكميم الأفواه ، أو زرع الخوف واليأس في نفوس الناشطين والقائمين بالاتصال وإحباطهم، من أجل منعهم من متابعة السلبيات،
وكشف الحقائق عن الجهات أو الأشخاص الذين يسيئون للمجتمع بطرق أخرى. نأمل من المشرع العراقي وضع نصوص في قانون العقوبات العراقي تحدد مسارات واضحة لمعنى المحتويات الهابطة والمسيئة، وإلا قد يساء الفهم وتنحرف المساءلة ويضيع هدف التنفيذ ،عندها سيتحقق العكس وهو (الخريط)!!.
