عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

القصة الغامضة وراء اكتشاف الفيروسات

مقالات ـ بوابة العرب الإخبارية

رفعت الجلسة الأولى للمحكمة العرفية المنعقدة بشأن ما أصاب نبات التبغ من ذبولٍ، وأقرت المحكمة فتح باب التحقيق مع ديمتري إيفانوفيسكي.

ظل التحقيق لمدة سنوات، بعدها قُيد وقف التحقيق بإلزام ديمتري بضرورة البحث فيما أصاب نبات التبغ من مرض وتبرقش.


واستجابة لنداء المرضى من المواطنين، لُوح لديمتري بالسجن حال عجزه عن إيجاد حل علمي لهذه الأزمة التي ضربت البلاد جراء تراجع زراعات التبغ فأثرت على اقتصاد معظم دول أوربا وأمريكا.

ظل المرضى بلا علاج، وأعداهم تزداد يومًا بعد يوم، فكان لجلبتهم وصياحهم القول الفصل، أُمهل ديمتري من المحكمة فترة زمنية مشروطة بتقديم حلٍ للأزمة مقابل حريته، ظل يصارع الدقائق، لجأ إلى زملائه وأساتذته بقسم الأحياء بجامعة سان بطرس بورغ،  ولكن خاب مسعاه…

انسلت المهلة رويدًا، استبدل السجن بالنفي إلى شبه جزيرة القرم، وهناك عكف دون ضغوط على دراسة أمراض نبات التبغ.

ظل المجتمع الأوربي معتقدًا بأن في التبغ شفاء لجميع الأمراض ومسكن للأوجاع، وأطلق عليه النيكوتية تكريمًا لجان نيكوت السفير الفرنسي في البرتغال الذي أرسل هذه النبتة لإستعمالها كدواء لزوجة هنري الثاني ملك فرنسا، حيث بُرأت من سقمها فور تعاطيها منقوع النبتة.

بعدها تحول التبغ لمنتج مطلوب حتى أنه استخدم شكلًا من أشكال العملات في أوربا. وبعد سنواتٍ أدين عالم الأحياء الروسي ديمتري أثناء تنفيذه بحوث عن مادة التبغ الفعالة، بإحاكة مؤامرة ضد أقتصاد دول أوربا والتخلص من النبتة. متهمين أياه بالضلوع في تدميرها كنوع من العمالة ضد الدول المحتكرة لزراعته.

قبع دميتري على بحوثه في شبه جزيرة القرم إلى أن صرخ قائلًا؛ عامل مشترك يسبب مرض ذبول التبغ في شتى أنحاء زراعته..

ثم تمتم متعجبًا: كيف لهذا العامل متناه الصغر أن يدمر أقتصاد دول، بل كدت لأُسجن من فعلته الخسيسة.

أحضر على فوره مرشح كالمصفاة لا تمر من خلاله البكتريا يعرف بمصفاة شمبرلند، معتقدًا بقدرتها على عزل العامل الممرض لنبات التبغ ومن ثم اكتشافه، ولكن خاب ظنه، فلم يترسب على المصفاة أي عامل ممرض. تعجب؛ ففي العادة هذا الشيء لا يحدث أبدًا مع البكتريا.

أهتدى لسكب عصارة التبغ المرشحة على أوراق نبته سليمة.. بعد أيام شخص بصره، كان ينظر إلى النبتة التي أصابها الضعف والوهن بعد أن كانت سليمة في ذهولٍ ورعدة، حينها أدرك قدرة هذا الممرض الخفي على التسلل معديًا النبتة السليمة، فثار بأعلى صوته: فااايروس.

وتعني سموم البكتريا، ظن وحدها القادرة على تخلل مصفاة شمبرلند.

على الفور شرع في كتابة مقال، سرد فيه ما توصل إليه، علمت بمقاله المحكمة العرفية، استدعته من منفاه، حقحق يشق حشود من البشر المهللين والمرحبين به، حملوه إلى أن بات في حضرة المحكمة التي توسلت إليه العكوف على إنقاذ البلاد وإيجاد مسلك لما حل عليهم من مصيبة تبرقش نبات التبغ نتيجة ما أكتشفه من فاااايروس، غير أنه مرض فأسلم الراية لعالم الأحياء الدقيقة الهولندي مارتينوس بيجيرينك الذي وضع أول تعريف دقيق للفيروس وقال عنه في بحثه هو عامل لا يتضاعف إلا داخل الخلايا الحية.. والغريب تدول الأوراق العلمية بأن مارتينوس أول من أطلق لفظ فيروس على هذا العامل الخفي المدمر رغم صغر حجه.

ولكن إحقاقًا للحق هذا اللفظ هو نتاج عمل لدؤوبٍ شديد من عالم الأحياء الروسي ديمتري إيفانوفيسكي.

وما زال العلم في خدمة البشرية

والبشرية تحت راية العلم…

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى