عاجل
أهم الأخبارتحقيقات وتقاريرمقالات وآراء

المطلوب التحقق من المشروع النووي الإيراني قبل أية محاولة لرفع العقوبات

بعد الجولة الأولى من المباحثات النووية بين طهران وواشنطن، في ظل التوترات المستمرة في الشرق الأوسط، يظل البرنامج النووي الإيراني محورًا للجدل والنقاش الدولي، ويعد السلوك الإيراني في ما يتعلق بمصداقيته وشفافيته جزءًا أساسيًا من هذا النقاش، الشياطين جالسة في الطرف الإيراني مستنده على مبدأ التقية، مما يثير تساؤلات حول صحة النيّات بأن تطوير إيران لقدراتها النووية قد يشجع دولًا أخرى في المنطقة على السعي للحصول على أسلحة نووية، مما يزيد من احتمالية انتشار الأسلحة النووية.

السلوك الإيراني ومصداقيته

يُعدّ نقص الشفافية في البرنامج النووي الإيراني مصدر قلق كبير للعالم متهما إيران بعدم التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يزيد من الشكوك حول نياتها الحقيقية منذ اللحظة الاولى لبداية المشروع النووي الإيراني.

تاريخيًا، كانت إيران تواجه اتهامات متعددة بشأن عدم الالتزام بالاتفاقات الدولية المتعلقة ببرنامجها النووي. وعلى الرغم من توقيع إتفاقية “خطة العمل الشاملة المشتركة” في عام 2015، إلا أن تصرفات إيران بعد ذلك بتطوير تقنيات جديدة في تخصيب اليورانيوم وزيادة مستوى التخصيب، أثارت قلق المجتمع الدولي. وهذه التصرفات جعلت من الصعب الوثوق بنيات إيران، مما يستدعي التريث في أتخاذ أية خطوات نحو تخفيف العقوبات.


أهمية التحقق المستمر

تُعدّ آلية التحقق المستمر من قِبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) أمرًا حيويًا لضمان عدم تحويل البرنامج النووي الإيراني لأغراض عسكرية، ويجب أن يتم تعزيز هذه الآلية، حيث أن أي نقص في الشفافية يمكن أن يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة، ويهدد الأمن الإقليمي والدولي بسبب وجود الشيطان الكامن في المعسكر الإيراني. لذا، فإن المجتمع الدولي مطالب بمراقبة أنشطة إيران عن كثب قبل اتخاذ أي قرار بشأن العقوبات.

إنَّ رفع العقوبات أو تخفيفها عن إيران من دون تحقيق تقدم ملموس في شفافية برنامجها النووي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، ويمكن أن تستفيد إيران من تخفيف العقوبات لتوسيع نفوذها الإقليمي، مما قد يزيد من زعزعة الاستقرار في دول مثل، العراق وسوريا ولبنان، إضافة إلى ذلك، فإن عدم وضوح نيات إيران يمكن أن يؤدي إلى سباق تسلح نووي في المنطقة، مما يفاقم من المخاوف الأمنية.

وهناك مجموعة من القضايا الفنية لايدركها إلا الاختصاصيون، فإيران لن تضع الشياطين جانبًا لا في الشق السياسي ولا التكنولوجي، وهذا هو ديدنها.

“تريثوا في شهر العسل”

إنَّ هذه المخاوف تتطلب استجابة جماعية من المجتمع الدولي لضمان عدم تحول البرنامج النووي الإيراني إلى تهديد للسلم والأمن الدوليين.

وعلى حكومة الرئيس ترامب اليقظة والحيطة والحذر من إطلاق أي مبلغ مالي إلا بعد تدمير البرنامج النووي العسكري، على عكس ما فعل بايدن عندما قام بإطلاق مبلغ ٦ مليار دولار من دون اي تنازل من نظام خامنئي حول البرنامج النووي الإيراني.

د. أبو خليل الخفاف
٢٠٢٥/٤/١٤

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى