أعلنت السلطات الهندية بدء فحص شامل لعدد من طائرات “بوينغ 787 دريملاينر” العاملة في البلاد، وذلك عقب حادث تحطم مأساوي لطائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية “إير إنديا” أسفر عن مقتل 241 شخصاً، ونجاة راكبة واحدة فقط، في أسوأ كارثة جوية تشهدها البلاد منذ أكثر من عقد.
وقال وزير الطيران المدني الهندي، رام موهان نايدو، خلال مؤتمر صحفي عُقد السبت في العاصمة نيودلهي، إن المديرية العامة للطيران المدني بدأت بالفعل عمليات فحص لثماني طائرات من أصل 34 من هذا الطراز، مشيراً إلى أن عمليات المراجعة تشمل جميع الطائرات العاملة من طراز “787” في الأجواء الهندية.
تشكيل لجنة تحقيق متعددة التخصصات
وأضاف الوزير أن الحكومة شكلت لجنة تحقيق خاصة تضم ممثلين من عدة جهات، مهمتها دراسة جميع الجوانب غير الفنية المتعلقة بالحادث. وقد تم منح اللجنة مهلة ثلاثة أشهر لتقديم تقرير مفصل. من جانبها، يتولى مكتب التحقيق في الحوادث الجوية مسؤولية التحقيق في الأسباب الفنية وراء التحطم.
ووفقاً للبيانات الأولية، بدأ فريق المحققين بفحص حطام الرحلة رقم AI171 التابعة لشركة “إير إنديا”، والتي تحطمت أثناء مرحلة الإقلاع، في محاولة لتحديد السبب الرئيسي للحادث.
فحوصات فنية شاملة لطائرات “دريملاينر”
وأصدرت الهيئة العامة للطيران المدني في الهند تعليمات بإجراء فحوصات دقيقة لجميع طائرات “بوينغ 787-8″ و”787-9” دريملاينر التابعة لأسطول “إير إنديا”، والتي تعمل بمحركات GEnx من تصنيع شركة “جنرال إلكتريك”.
وتشمل عمليات الفحص، التي ستُجرى خلال أسبوعين، أنظمة الوقود، ونظام هواء المقصورة، ووحدات التحكم في المحركات، بالإضافة إلى الأنظمة الهيدروليكية، خصوصاً بعد ورود تقارير تفيد بفقدان الطائرة لقوة الدفع أثناء عملية الإقلاع.
فرق دولية تشارك في التحقيق
وصلت فرق تحقيق متخصصة من المملكة المتحدة والولايات المتحدة إلى مدينة أحمد آباد يوم الجمعة، للمشاركة في التحقيقات الجارية بالتعاون مع السلطات الهندية، وتقديم الدعم الفني والتقني اللازم.
يُذكر أن هذا الحادث يُعد أول تحطم كامل لطائرة من طراز بوينغ 787 منذ دخولها الخدمة قبل أكثر من عشر سنوات. وتُعرف هذه الطائرة باستخدامها مواد مركبة متطورة وخفيفة الوزن، تساهم في تحسين كفاءة استهلاك الوقود، مما جعلها من أبرز الطرازات في سوق الطيران التجاري الحديث.