د. أبو خليل الخفاف يكتب.. الطلب الأمريكي لإثبات حسن النية من إيران: سياق ديني وسياسي

admin3 يوليو 2025آخر تحديث :
د. ابو خليل الخفاف يكتب..

في خضم العلاقات المعقدة بين إيران والولايات المتحدة يبرز الطلب الأمريكي لإثبات حسن النية كأحد الشروط الأساسية لرفع العقوبات، وهذه المسألة محورية في فهم الديناميكية السياسية بين الطرفين، حيث تتداخل فيها الأبعاد الدينية والثقافية والتاريخية.
والتقيّة هي جزءٌ أساسيٌ من مذهب خامنئي، وتعني إخفاء العقيدة أو الآراء في ظل ظروف معينة للحفاظ على النفس أو المصالح، وهذه الفكرة قد تثير تساؤلات حول مدى مصداقية إيران في تقديم حسن النية، بالنسبة للبعض قد يُنظر إلى التقيّة كوسيلة مشروعة لحماية الذات، بينما عند آخرين هي وسيلة للتلاعب وتحقيق أهداف غير نبيلة.
الخلاصة تحرير الكذب والدجل لتحقيق المصالح الفارسية.
وكتاب “تحرير الوسيلة” لخميني يتناول العديد من الموضوعات المتعلقة بالشريعة والسياسة، وفيه، يُشير إلى ضرورة أستخدام الحيل والخدع في بعض الأحيان لتحقيق الأهداف، مما يعزز من الفهم بأن هناك فصلًا ما بين المبادئ الدينية والسياسية، وهذا الأمر يطرح تساؤلات حول مدى صدق النيات الإيرانية في الحوار مع الشعوب.
والعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران منذ سنوات طويلة وسيلة للضغط على الحكومة الإيرانية لتغيير سلوكها، خاصةً فيما يتعلق ببرنامجها النووي، ودعمها للمليشيات الارهابية المسلحة في المنطقة، وتطالب الولايات المتحدة إيران بإجراءات ملموسة تعكس حسن النية، مثل تقليص الأنشطة النووية أو الحد من دعم المليشيات الارهابية المسلحة في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
ومن أجل إثبات حسن النية، يحتاج الجانب الإيراني إلى أتخاذ خطوات ملموسة مثل:

1. الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات المتعلقة بالبرنامج النووي.
2. إنهاء الدعم للميليشيات الارهابية المسلحة في المنطقة مثل، حزب الله والحوثيين وما هو قائم في العراق.
3. الشفافية وتوفير معلومات واضحة حول الأنشطة العسكرية والنووية والصواريخ البالستية.
ويبقى السؤال حول مدى قدرة إيران على إثبات حسن النية في ظل مفهوم التقيّة، إن التحديات التي تواجهها هذه العلاقات ليست فقط سياسية، بل تتعلق أيضًا بجذور دينية وثقافية عميقة، فالحوار البناء يحتاج إلى نية صادقة وإرادة حقيقية من كلّا الطرفين لتجاوز العقبات وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

د. أبو خليل الخفاف

الاخبار العاجلة