ضياء الصفار يكتب.. الحرب الحقيقية قد بدأت الآن!!! «خيارات إيران بين التحدي والتهدئة»

admin28 يونيو 2025آخر تحديث :
ضياء الصفار يكتب.. الحرب الحقيقية قد بدأت الآن

في ظل تصاعد الأحداث الدولية بشكل غير مسبوق، يبدو أن العالم يقف على أعتاب مرحلة جديدة تتجاوز المناوشات السياسية والتصريحات الدبلوماسية إلى ما يمكن وصفه بـ”الحرب الحقيقية”. فالمؤشرات تتراكم، والبيئة الدولية تبدو مشحونة إلى أقصى درجاتها.
البداية جاءت من التقارير المثيرة للجدل التي نشرتها كل من نيويورك تايمز وCNN، والتي وضعت الإدارة الأميركية في زاوية ضيقة، وأثارت تساؤلات حادة داخل البيت الأبيض والكونغرس وحتى في أروقة البنتاغون. هذه التقارير لم تكن مجرد تسريبات إعلامية، بل كشفت عن انقسامات عميقة في مراكز القرار الأميركي، وعن تضارب في الاستراتيجيات المعتمدة للتعامل مع ملفات أمنية ودولية معقدة.
في المقابل، جاءت كلمة خامنئي لتصب الزيت على النار، إذ لم يكتفِ بالتصعيد الكلامي وتفنيد حديث الرئيس الأمريكي ترامب وتقارير البنتاغون التي تؤكد على تدمير المفاعلات النووية الإيرانية، بل أعلن عمليًا الخروج من دائرة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما يعني أن طهران تتجه إلى كسر كل القيود التقنية والدبلوماسية المفروضة على برنامجها النووي وأختارت التحدي والمواجهة بدلاً من التهدئة. أن هذه الخطوة تمثل تحولًا استراتيجيًا خطيرًا، وتؤشر على أن طهران لم تعد ترى جدوى في الالتزام بما يطلق عليه ب (الشرعية الدولية)بل تمضي نحو فرض معادلات جديدة بالقوة.
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب – وفي سلسلة من التغريدات والتصريحات – أعاد الخطاب الأميركي إلى نبرته القصوى، مستخدمًا لغة التهديد المباشر، ومُلمّحًا إلى خيارات عسكرية “على الطاولة”. وهو بذلك يحاول استعادة زمام المبادرة، وفرض منطق الردع المسبق ، وفرض السلام بمنطق القوة كما يدعو ،لكن المتابع للشأن الأميركي يدرك أن هذه اللغة لم تعد تلقى الإجماع في الداخل، خاصة في ظل الانقسامات السياسية والحملات الانتخابية المحتدمة.
أما (إسرائيل) فتتابع المشهد عن كثب، وكأنها تستعد لتوقيت خاص بها. فهي لا تثق لا بالمفاوضات ولا بالتهدئة، وتؤمن بأن تأمين ما تسميه ب(مصالحها القومية )يتطلب أفعالًا لا أقوالًا، وقد تتحرك في أي لحظة سواء عبر ضربات محدودة أو عمليات استخباراتية نوعية، أو حتى عبر تحريك ساحات بديلة في المنطقة.
كل هذه التطورات المتسارعة تقودنا إلى استنتاج لا مفر منه: أننا دخلنا فعليًا في مرحلة “الحرب الحقيقية”، وإن اختلفت أدواتها وساحاتها. إنها حرب متعددة الأبعاد:
•إعلامية، تخوضها كبرى الشبكات والمؤسسات.
•سياسية، تتجلى في مواقف الحكومات والمنظمات الدولية، من خلال بيانات، قرارات، اصطفافات،ضغوط دبلوماسية متزايدة.
•استخباراتية، تدار في الخفاء وتُبنى على المعلومة الدقيقة والعمل السري.
•وقد تصبح عسكرية في أية لحظة، إذا ما قرر أحد الأطراف كسر التوازن الهش الحالي.
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل العالم مستعد فعلًا لموجة صدام جديدة؟
أم أن ما نشهده هو فصل من فصول لعبة عضّ الأصابع في انتظار من يصرخ أولًا؟
الجواب لم يعد بعيدًا وبات يلوح في الأفق!!!!

الاخبار العاجلة