عبير حمدي تكتب.. طلقني شكرا
بقلم عبير حمدي
طلقني كلمة ترددها أغلب الزوجات، سلاح دفاعي تطلقه لاشعوريا عندما تستشعر وجود أخرى في حياة زوجها ،او عندما تعاني من اهمال الزوج وسوء معاملته، عندما يوشك رصيده على النفاد، تستخدم هذه الكلمة دون وعي رغبة في سماع لن استطيع العيش دونك، انت الحياة، احبك وما شابه ذلك ، محاولة منها في إعادة شحن رصيده لديها من العشره والمودة والرحمة، الرصيد الذي يعينها على تحمل عناء الحياة ، فالمرأة كائن رقيق القليل يرضيه حتى وإن كان مجرد كلمات .
وهنا يظهر رد فعل الرجل الذكي تجاه هذه الكلمة باحتوائه للموقف بهدوء واستيعاب ما تمر به زوجته، لكن بعضا من الرجال يبرز هو أيضا لا شعوريا سلاحه الدفاعي أمام كلمة طلقني وهو ( ابريني) وبمطالبته لزوجته بابرائه من مستحقاتها الواجبة في حال الانفصال كالنفقة والمؤخر الى آخره ، يتجه الموضوع برمته الى طريق آخر.
فبعد ما كان اقصي طموح هذه الزوجة سماع كلمات الحب وقليل من الاهتمام، تبدأ بالتفكير وتقفز الى ذهنها عشرات الأسئلة بداية من هل سبب استمرار الحياة الزوجية خوف الزوج من المؤخر والنفقة ؟ هل هذا الرجل السند والأمان ؟ هل هذا من اخترته شريك حياتي؟ تستمر في العند والإصرار على الطلاق الذي يتحول من مجرد كلمة طائشة الى مطلب جاد ، وقد يتطور الأمر ويخرج عن سيطرة الزوج والزوجة، ويتدخل الأهل والأصدقاء وأمام تدخل آخرين يتمسك كل طرف برأيه ويزيد في العناد وقد ينتهي الأمر بالطلاق فعلا ، رغم أن بداية الموضوع مجرد كلمة .
وهناك إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تؤكد أن معدل الطلاق قد ارتفع من 2.1 لكل ألف من السكان عام 2018 إلى 2.2 لكل ألف من السكان عام 2019″. وان شهادات الطلاق على مستوى الجمهورية 211521 شهادة عام 2019 مقابل 198269 شهادة عام 2018.
لذلك نصيحتي لك عزيزي الرجل عندما تقول لك طلقني ،احتويها وعبر عن مشاعرك بصدق ،اخبرها انها نصفك الذي لا تستطيع العيش دونه، الكلمة الطيبة صدقة ، وهي مفتاح السعادة.
وعزيزتي المرأة احذري استخدام كلمة طلقني ، كوني واعية تعرفي متي تفصحي عما بداخلك ،ومتي يكون الصمت حتميا ، اختيار الوقت المناسب والكلام المناسب ايضا ، لتظلل بيوتنا المودة والرحمة والأخلاق ، وليس التهديد والوعيد (طلقني وابريني )