أحمد النحاس يكتب: الفن فى زمن الكورونا
* أتى رمضان .. ولأول مرة في حياتي جاء الشهر الكريم والمساجد موصدة، ولياليه صامتة، والعيون شاخصة، والقلوب واجفة، والبسمة غائبة، والراحة ضائعة، والشوارع ليلاً ساكنة، والمقاهي والملاهي والنوادى مغلقة، والخوف من المجهول مسيطر علي العقول.. وكلنا يتمنى أن تعود حياتنا – التى لم تكن تعجبنا- مثلما كانت، ولا أحد يدرى متى وكيف وهل سنعود سيرتنا الأولى !!
* أتي رمضان .. أتى الشهر الفضيل، وبدلاً من أن تفوح معه نسائم الطاعات وروائح البركات ودعوات النجاة.. هبت علينا برامج التفاهات ومسلسلات العاهات ودعوات “البوكسرات” !!
* أتي رمضان.. شياطين الجن قُيدت في الشهر المعظم فخرجت علينا شياطين الإنس .. فـ ” البرنس ” محدث نعمة ومستفز وبـ ” 100 وش” عمل لا يستحق المشاهدة، وعندما يصبح “فلانتينو” في الثمانين من عمره و” سلطانة المعز” بائعة كبدة فلا يتحدث أحد عن احترام عقلية المشاهد، أما العجائز ذوات السبعين ربيعا – فما فوق – فليسوا “سكر زيادة” ولا حتى سادة.. ويظل رامز جلال مشكلة كل عام ولكنه هذه المرة فعلا “مجنون رسمي” وكل من خطط وساهم فى هذا العبث لابد وأن تطارده لعنات المشاهدين وامتعاض المتحفظين وثورة علماء النفس وبلاغات الباحثين عن الشهرة والأضواء !!
* أتى رمضان.. أتى شهر الرحمة ونحن يحاصرنا عدو خفي فتاك، يعصف بالآلاف بلا شفقة أو رحمة، وأهل الفن و”الابداع” لا يعيرون شهر الرحمة ولا القاتل بلا رحمة أى اهتمام، فما نراه منهم علي الشاشات يشعرنا دوما أنهم فى وادِ، ونحن – جميعا – أبعد ما نكون عن واديهم هذا، وربما المصادفة المذهلة هي التي جعلت العملين الوحيدين الجيدين اللذين يقدمان فكرة راقية ويحملان رسالة حقيقية، اسمهما ” الاختيار” و” النهاية”- للمتألق أمير كرارة والمبدع يوسف الشريف – وكأن المتشدقين برسالة الفن المزعومة اختاروا النهاية!!
* الفن في زمن الكورونا لم يختلف كثيرا عما يقدمه في السنوات الأخيرة، ندرة في الرسائل الهادفة، قليل من الابداع، وكثير من السفه والسطحية وانعدام الضمير و…قلة الأدب !!