عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

أحمد النحاس يكتب: هكذا تصبحين وطنًا

عندما تكون المرأة هي الأم والأخت والإبنة والصديقة والحبيبة والزوجة ورفيقة الدرب المعطاءة، تكون هي الشعاع الذي يضيء ظلمات الحياة، تكون هي المرفأ الدافيء الذي يحمي من سياط برد الشتاء، وهي المظلة التي تقي من لهيب شمس الصحاري، عندها تكون هي الملاذ والمأوي.

وحين تمتلك قلبًا نقيًا، ونفسًا صافية، وروحُا مرحة، وشخصية جذابة، ولسانًا عفيفًا، وعينًا قانعة، وقناعة متصالحة مع ذاتها، متسامحة مع الآخر، حينها تكون هي المُني والمُبتغي.

وعندما يكون عقلها متناسق، وفكرها ثاقب، وذكاؤها لافت، وذهنها مُتقد، وأسلوبها منمق، وحديثها ممتع، وحضورها طاغي،وغيابها مؤثر، لمّاحة، لبيبة، حييّة، جريئة في الحق، قوية في الرد، راقية عند الاختلاف، متزنة في أفعالها، متوازنة في رد فعلها، عندما تكون هكذا تكون هي توأم الروح، ومصدر الطاقة الإيجابي في الكون.

وحين يكون ثغرها أنيق، وريقها شهد، ونَفَسها عبق، وكلامها شيق، وحروفها عذبة، ومرحها لذيذ، وصبرها حلم، وصمتها تأمل، وغضبها مُبَرَرٌ، وصخبها هادئ، ومنعها تدلل، ومنحها شلال، حينها تكون هي الأريج الذي يعطر الحياة.

وعندما تكون مواكبة لمتغيرات الأحداث، مدركة لطبيعة الأشياء، واعية لمتطلبات النفس البشرية،فاهمة احتياجات كل مرحلة، آخذة في اعتبارها معطيات الزمن، راضية بكل ما تخطه الأقدار لها فوق سطور كتابها، مستعدة لما ترسمه المفاجآت في لوحة أيامها، تكون حواء كما يجب أن تكون.

عندما تكون المرأة هكذا في حياتنا تصير قُرّة عين لنا، وملاذًا، ومأوًا، ومأملاً، ومبتغًا، ومصدرًا للسعادة والبهجة والمتعة والقدرة علي تحمل صدمات ومتاعب الحياة، تصبح هي النَفَس الذي نستنشقه، والندي التي يبلل جبيننا عند إحتياجنا لقطرة ماء تحت وهج الشمس في الأرض المقفرة، والأريج الذي يعطر الكون حولنا، وشعلة الأمل التي تنير طريقنا، عندما تكون هكذا، تصبح حواء لنا وطنًا، آمنًا مُستَقِرًا ومُستَقَرًا نضحي من أجله بالغالي والنفيس، ونبذل في سبيله كل ما بوسعنا من أجل العيش فيه، ونسعي جاهدين لعلنا نفوز به، ونسعد بالنهم منه، ونحظي بالرغد معه، ويحقق الرجل في حضنه كل أحلامه ، ويبلغ في ظل أمنه كل أمانيه.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى