الشيخ حسن سعيد مشيمش يكتب: هذا دينهم ومذهبهم
مقالات ـ بوابة العرب الإخبارية
بعدما أصدر أمره الأمين العام للحزب حسن نصر الله بتكليف الخمينيين الشيعة في لبنان بأن ينتخبوا إيلي حبيقة نائبا عن دائرة بعبدا قصدت بزيارة فقيها من فقهاء الحزب عضواً في مطبخ القرار السياسي في مجلس الشورى مجلس قيادة الحزب وسألته التالي : كيف تُبيحون انتخاب إيلي حبيقة نائبا وهو الذي ارتكب مجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت بحماية جيش الغزو الإسرائيلي سنة 1982 وَقُتِلَ بالمجزرة أكثر من 4000 آلاف من الفلسطينيين واللبنانيين من الشباب والرجال والنساء والأطفال !?
فأجابني بالتالي : لقد تاب إيلي حبيقة كما تاب خالد بن الوليد بعد ارتكابه مجزرة في عهد النبي (ص) ولقد عَيَّنَه النبي (ص) بعد توبته قائداً ثالثاً في غزوة مؤتة إِنِ استشهد جعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة .
ثانيا : ( الضرورات تُبيح المحظورات والمحرمات والممنوعات ) ونحن رأينا من الضرورة أن لا نخالف رغبة الرئيس حافظ الأسد حامي المقاومة وحاضنها الذي عَبَّر لنا عن رغبته بانتخاب إيلي حبيقة نائباً .
فقلت له :
1 – لنفرض جدلا بأن ما تحكيه من التاريخ صحيح لكن النبي (ص) كما تزعم روايتك قد عَيَّنَه قائداً عسكرياً وبعثه مقاتلا للموت في ساحة المعركة ولم ينتخبه مُشَرِّعاَ في السلطة التشريعية التي هي أعلى سلطة في كل دولة بالأرض ! ؟ ! ؟ ! ؟
2 – واعتقادك يا مولانا بأن الضرورات تُبيح المحظورات والمحرمات فهذا الإعتقاد صحيح من جهة لكنه محفوف بدرجة من الخطورة لا خطورة بعدها في الحياة عامة ، فغداً يا مولانا سماحة الأمين العام حسن نصر الله سوف يفرض عليَّ الموافقة على كل مجزرة يقترفها وجريمة يرتكبها وعلى حرام وسلب واختلاس ونهب وفساد مالي واغتيال وغدر يقوم به بحجة ” أن الضرورات تبيح المحظورات ” ؟ ! ؟ !
3 – إسمعني جيدا يا مولانا لا أخفي عليك بأن انتخابكم لإيلي حبيقة الجزَّار نائباً عنا في السلطة التشريعية اللبنانية بِحُجَّة ” أن الضرورات تبيح المحظورات ” هو أمرٌ كان بمنزلة زلزال وقع داخل دماغي دفعني للشك العظيم بشرعية بقائي في هذا الحزب ولست أدري إلى أي طريق سيقودني هذا الشك .
فَرَدَّ علي بقوله : ما تتفضل به يا شيخ مشيمش مسألة تستوجب إعادة النظر لكن إياك أن تفكر بالخروج من الحزب فإن المقاومة أمانة الشهداء في ذِمَمَنا هذا من جهة ومن جهة أخرى إذا خرجت من الحزب فسوف تتعرض لمواجهة قاسية من رجاله وكوادره وعناصره لن تستطيع أعصابك تحمل شدائدها وأعبائها .
فأوحيت إليه بالموافقة على نصيحته وخرجت من بيته قاصداً دار الإنتشار العربي لبيع الكتب الفكرية الإسلامية النقدية للفكر الديني فعثرت فيها على كتاب جذبني وعنوانه ” [ كيف نفهم الإسلام اليوم ] ” وكتاب آخر بعنوان ” [ الإسلام واستحالة التأصيل ] ” للمفكر العظيم المرحوم محمد أركون رضوان الله عليه وبعدما فرغت من قرائتهما صار الشيخ حسن سعيد مشيمش من سنة 1998 إلى هذه اللحظة ليس كالشيخ حسن سعيد مشيمش من سنة 1980 لسنة 1998 .
الشيخ حسن سعيد مشيمش