محمد العرب يكتب: حجة.. كلمة سر النهاية!
مقالات ـ بوابة العرب الإخبارية
تعتبر محافظة حجة بمثابة كلمة السر في خارطة نفوذ ميليشيا الحوثي لاعتبارات عديدة، أهمها كون المحافظة تربطهم بالحديدة ومينائها الذي يعتبر شريان الحياة لها ونافذتها الأهم على العالم، ولعل هذا ما يعلل خارطة طريق الانقلاب المشؤوم، حيث نفذت الميليشيا انقلابها العسكري في محافظة حجة وبسطت نفوذها الكامل على مديرية مستبأ، وهي منطقة نفوذ القيادي الحوثي والمطلوب رقم 8 في قائمة الأربعين إرهابياً المدعو يوسف المداني، صهر مؤسس الحركة الإرهابية، قبل أن تصل إلى عمران ومن ثم صنعاء.
إنّ حجة وببساطة هي غرفة العمليات العسكرية الأهم للميليشيا، تدير منها عملياتها العسكرية وتهرّب عبرها السلاح، وتنقل الخبراء الإيرانيين ومرتزقة حزب الله عبر سواحل ميدي، كما أنّ فيها مخزوناً بشرياً كبيراً استفادت منه الميليشيا في تقوية صفوفها المنهارة، ساعدتها في ذلك الظروف الاقتصادية المتردية وتفشي الجهل بين أبناء المحافظة. اشترى الحوثيون قبل الانقلاب المشؤوم، مساحات واسعة من الأراضي الواقعة قبالة سواحل ميدي، تحت غطاء الاستثمار الزراعي، ليتضح بعد تحريرها أنّها عبارة عن مخازن أسلحة متنوعة ومواقع لإدارة وتنفيذ عملياتها العسكرية.
ولعل ما تعرضت له حجور من قصف صاروخي بشع كونها أقصر الطرق المؤدية إلى صنعاء وبوابة الهروب لقيادات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في سلسلة جبال مران في حال سيطر عليها التحالف العربي، أكبر دليل على أهمية المحافظة للميليشيا.
تمكنت قوات الشرعية خلال السنوات الماضية من الحرب، من تحرير مديريتي ميدي وحيران بشكل كامل، وحررت أغلب مديرية حرض، وتوغلت في أطراف مديريتي عبس ومستبأ، كما أنّ مديريتي كشر وقارة هما قلب المقاومة ضد المشروع الانقلابي وأبناء المديريتين هم من صفوة المقاتلين مع الشرعية. أجبرت الميليشيا نصف مليون يمني على النزوح في حجة، ممن رفضوا عمليات التجنيد الإجباري والضرائب التي تدعم المنظومة المالية للميليشيا، ما يجعل من إكمال تحرير حجة كلمة سر نهاية الميليشيا.
البيان الإماراتية