“بغداد ـ طهران” تاريخ من الكره.. إيران دمرت العراق وشردت شعبه
محمد عطيفي ـ بوابة العرب الإخبارية
لا شك أن إيران تحمل العداء للعراق والكره منذ قديم الأزل والصراع ما بين الدولتين تعود جذوره إلى ما قبل الإسلام، واستمر ذلك الصراع حتى بعد ظهور الإسلام، واستمرت تلك الخلافات حتى بعد استقلال العراق، مما أدى لنشوب حرب بين الطرفين دامت ثماني سنوات.
تاريخ من العداء:
العداء قديم، فقد كان شاه إيران يثير المشاكل مع العراق دائما، وكان يسعى لفرض سيطرته على منطقة الخليج.
وذلك ما دعاه لاحتلال الجزر العربية الثالث (طنب الكبرى ـ طنب الصغرى ـ أبو موسى)، و قام بمساعدة أكراد العراق في تمردهم ضد الحكومة العراقية؛ مما دعا الرئيس صدام حسين للتفاوض معه، و انتهى ذلك التفاوض بتوقيع اتفاقية الجزائر.
بعد نهاية حكم الشاه، ونجاح ما تسمي بـ”الثورة الإسلامية” بزعامة الخميني عام 1979، بدأ الخميني واتباعه بتصدير الثورة خارج إيران، ورفض خميني إعادة الجزر العربية المحتلة بل راح يدعي بحق إيران في بعض الدول الخليجية.
بدأت إيران في إثارة المشاكل والاعتداءات المستمرة على العراق الأمر الذي دفع الرئيس صدام حسين إعلان الحرب عليها والتي استمرت ثماني سنوات وسميت بحرب الثماني سنوات، والتي لم تنتهي إلا بتدخل الولايات المتحدة الأمريكية لصالح العراق واستعادة أراضيه التي احتلتها إيران.
منذ اعلان وقف الحرب بين العراق وإيران شعر الرئيس صدام حسين بقوة دولته وبدأ يتحدث عن قدرات، وقوة العراق، و أن العراق على وشك تخطي عتبة العالم الثالث، لذا رأى أن العراق يجب أن يكون له دور مميز في منطقة الخليج.
وفي المقابل لم تتوانى إيران عن تحريض المعارضة الشيعية الإيرانية ضد نظام البعث، ولم يتوقف العراق عن دعم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وبعد وفاة الخميني عام 1989، خففت إيران من التعصب الأيديولوجي، واستطاع العراق إحباط المحاولات الإيرانية لاستغلال الشيعة العراقيين في الجنوب، كما استطاع إحباط محاولات إيران للتدخل في شؤون الأكراد بالشمال بهدف تفكيك الدولة العراقية، من خلال فصل الجنوب الشيعي الذي يوجد به الأماكن الإيرانية المقدسة عن العراق عن أهل السنة في الوسط، وفصل أكراد العراق في الشمال، لذا قام العراق بقمع التنظيمات الشيعية، واعدام عدد من رجالها عام 1989.
سقوط العراق:
منذ سقوط بغداد 2003، علي يد الولايات المتحدة في الغزو “معركة الحواسم”، لم ينتبه العالم العربي إلى مخطط إيران وأطماعها في العراق، فانصرفت الأعين عن الدور الخفي لطهران بسبب الإنشغال بالدور الأمريكي في العراق.
استغلت إيران الوضع السيئ في العراق وحالة التفكك والانهيار لجيش صدام، وبدأت تبسط نفوذها بقوة إلى الداخل العراقي حتى أصبحت هي الدولة الوحيدة القادرة على السيطرة والتحكم في العراق واللاعب الأبرز على الساحة، ربما أكثر من الدور الأمريكي.
سياسة إيران في العراق:
التدخل الأمريكي في العراق ما هو إلا حلقة واحدة من ضمن مئات الحلقات التي أدت إلى سقوط العراق وحكم صدام حسين، فكان الدور الإيراني له العديد من الحلقات التي مكنته في العراق، فبعد انهيار المؤسسة العسكرية العراقية أصبح المجال مفتوح لإيران بالتدخل البشري، وتدخلت بثقلها واستخدمت أهم، وأخطر، أدواتها وهي الطائفة الشيعية العراقية ومليشياتها المسلحة.
نقل السلطة:
كان من أهم حلقات السيطرة على العراق من قبل إيران هي التحكم في مقاليد الأمور والحكم في بغداد، فهي أسمى درجات السيطرة والحلم الإيراني.
فعندما بدأت الإدارة الأمريكية في إجراءات نقل السلطة إلى العراقيين خلال الفترة الإنتقالية، بدأ التفكير الايراني في كيفية السيطرة والتحكم وتم الزج بأسماء عراقية كانت معارضة لصدام حسين قبل سقوطه وموالية لإيران بل تعتبر عملاء للملالي
في عام 2003، أنشأ، بول بريمر، الحاكم المدني للعراق مجلس الحكم الانتقالي من المعارضين العراقيين لصدام، وكان مجلسًا طائفيًا ذي صبغة تغلبت على الطائفة السُنية، من هنا كانت بداية التحكم الفعلي في مقاليد الحكم والإدارة في العراق.
عملاء إيران في الحكم:
كان لإيران عراقيون خونة عملاء لطهران بل وصل الأمر أن هناك أسماء وشخصيات حاليا تحكم العراق كانت تشارك في حرب العراق إيران وتقاتل في صفوف العدو ضد بلادها العراق.
ففي عام 2007، كشفت حركة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة عن لائحة بأسماء أكثر من 31 ألف عراقي عملاء للنظام الإيراني في العراق ويتقاضون أجورا من طهران.
وكان هؤلاء العملاء عناصر في “فيلق القدس” الذي يقوده الإرهابي قاسم سليماني.
وكانت مهمة هؤلاء نشر القتل والإرهاب والفتنة الطائفية بين أبناء شعب العراق.
وساعد إيران على ذلك ظهور أسماء بارزة كانت على رأس الحكم في العراق وموالية لطهران بل وصل الأمر أن تتلقى التعليمات من المرشد الإيراني ومن هؤلاء، نوري المالكي رئيس وزراء الأسبق، وحيدر العبادي رئيس الوزراء السابق.
هادي العامري: الأمين العام لمنظمة بدر الإرهابية، قاتل في صفوف إيران ضد بلاده العراق، وقيس الخزعلي: عراقي الأصل واحد من أكبر عملاء إيران مؤسس مليشيات “جيش المهدي” وميلشيات عصائب أهل الحق، وأكرم الكعبي، وعمار الحكيم، وأبو مهدي المهندس.
الميلشيات المسلحة:
يعتبر العراق ملعب رئيسيي لتواجد الميليشيات المسلحة الإيرانية حيث يوجد في العراق أكثر من 67 ميليشا خاصة مسلحة تتبع أحزاب ومؤسسات إيرانية، منها على سبيل المثال: سرايا السلام – منظمة بدر / الجناح العسكري / القائد هادي العامري – كتائب حزب الله العراقي – عصائب أهل الحق – كتائب سيد الشهداء – حركة حزب الله النجباء – كتائب الإمام علي – كتائب جند الإمام – سرايا الخراساني – لواء أبو فضل العباس – سرايا الجهاد / المجلس الأعلى الإسلامي – أنصار العقيدة / المجلس الأعلى الإسلامي – سرايا أنصار عاشوراء / لمجلس الأعلى الإسلامي – كتائب التيار الرسالي – فرقة العباس القتالية – كتائب الشهيد الأول / حزب الدعوة- تنظيم العراق – كتائب الشهيد الصدر الأول / حزب الدعوة – تنظيم الداخل – كتائب النخبة والغيث الحيدري- حزب الدعوة / تنظيم الداخل – لواء علي الأكبر- منظمة العمل الإسلامي – لواء الشباب الرسالي – لواء أنصار المرجعية – لواء أسد الله الغالب – جيش المختار- فيلق الوعد الصادق – كتائب أنصار الحجة – كتائب قمر بني هاشم – حزب الله الثائرون – كتيبة عماد مغنية – كتائب حزب الله العراقي – لواء قاصم الجبارين – لواء الإمام القائم – كتائب أئمة البقيع – حركة أنصار الله الأوفياء – لواء المنتظر – كتائب ثائر الله- كاتب القصاص – كتائب أشبال الصدر- كتائب ثائر الحسين – كتائب مالك الأشتر- كتائب الدماء الزكية- لواء ذو الفقار – حركة الأبدال – كتائب مسلم بن عقيل – لواء أنصار المهدي – لؤاء المؤمل – كتائب العدالة – كتائب الفتح كاظم – كتائب سرايا الزهراء – حركة العراق الإسلامي – العتبة الحسينية – لواء علي الاكبر – لواء زينب العقيلة – لواء الطف – كتائب الامام الغالب – كتائب الامام الحسين – كتائب القيام الحسيني- كتائب درع الولاية – كتائب القارعة – كتائب يد الله – كتائب بقية الله – كتائب الشبيبة الاسلامية – كتائب جمعية آل البيت- سرايا الدفاع الشعبي – كتائب الطفل الرضيع – سرايا المختار الثقفي – سرايا لواء السجاد – كتائب وعد الله- كتائب الغوث الأعظم – كتائب بابليون.
والميليشيا المسلحة متورطة في العديد من الجرائم على الأرض العراقية، حيث كانت طرفا في حرب طائفية ضد المكونات العراقية الأخرى، من أجل تثبيت النفوذ الإيراني.
تدمير المدن وتهجير السنة:
كان من أهم الأدوار التي خطط لها إيران هو تدمير المدن السنية العراقية انتقاما من أهل السنة والرئيس الراحل صدام حسين، بسبب ما عانته طهران من مرارة الحروب والخسائر والهزائم في عهد صدام حسين.
وجاء تدمير المدن العراقية بتخطيط شارك فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ففي عام 2014 ظهرت تنظيم ما يسمى داعش وكان قوامه لا يتعدى 3000 مقاتل، بينما كان نوري المالكي يتحكم في جيش قوامه أكثر من 50 ألف جندي، ورغم ذلك هزم الجيش العراقي أمام داعش القلة، ولكن في الحقيقة لم تكن بهزيمة بقدر ما هو مخطط لتسليم المدن العراقية لمليشيات إيران المسلحة، فكان تنظيم داعش يتبخر بعد أن يتم تدمير المدن بالكامل، وتتحول إلى خراب ودمار، ويتم تهجير أهلها بلا رجعة ويتم نهب المنازل التي تركها سكانها بسبب القتال، ثم يتم دخول الميلشيات الشيعية المسلحة الي تلك المدن.
التخريب والدمار في المدن التي تم استعاتها من داعش الإرهابي قدره خبراء الاقتصاد، بقيمة 100 بليون دولار ويحتاج إلى 10 سنوات من أجل الإعمار، فلنا أن نتخيل حجم الدمار الذي خلفته المعارك المصطنعة بين داعش والميليشيات الإيرانية.
فحجم الدمار في المحافظات والمناطق المحررة كبير جدًا، للدرجة التي يحتاج العراق لإعمارها إلى ما لا يقل عن 10 سنوات، وبكلفة تتجاوز قيمتها 100 بليون دولار، كما أدت المعارك إلى نزوح أربعة ملايين شخص إلى باقي محافظات العراق، لا سيما محافظات كردستان، الأمر الذي رفع معدلات الفقر بينهم من 20% إلى 41%، ومضاعفة معدلات البطالة من 11% إلى أكثر 21% خلال نفس الفترة، وفق أحدث التقديرات الإحصائية، وتتعمد حكومة بغداد الموالية لإيران إلحاق أكبر الضرر والتدمير في الحواضر السنية وتأخير إعادة إعمارها لأطول فترة ممكنة.
خلاصة القول، يبقى العراق الجريح تحت حكم إيران تعبث به وبمقدرات شعبه تنهب ثرواته ونفطه وتحرق ارضه وتهجر شعبه أخذا بثأر قديم، والحديث عن جرائم إيران في العراق لا ينتهي إلى يومنا هذا، من تنكيل وقتل وتهجير وتدمير وتجويع وتشريد ونهب خيرات العراق.