الشيخ حسن مشيمش يكتب: ما هي القوة ؟
كتب: بوابة العرب الإخبارية
أيام الجهل الأعمى حينما كنت ناشطا في تيار الخمينيين كنت أعتقد وبخلفية دينية بأن القوة هي أن نملك في يوم ما قنابل نووية ، وطائرات ، وغواصات ، ودبابات ، وصواريخ عابرة للقارات ، ومستنداً ( بجهلي ) لتفسير قوله سبحانه : { وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } وكنت أعتقد بأن الله يوافقني بكل فكرة دينية أفهمها من نصوص كتابه لأنني كنت مخدوعا بغباء لا نظير له أعتقد بسببه بأن فقهاء الحوزات أعلم أهل الأرض بمعرفة الله ، وإدراك معاني نصوص كتابه ، وتعاليم عقيدته وفتاوى شريعته ، إلى أن أيقظ دماغي من سكرته نبينا محمد صلى الله عليه وآله الأبرار وصحبه الأخيار بحديث عظيم يُرْوَى عنه يقول فيه : { وَرُبَّ حامل فقه ليس بفقيه } ورواية عن الإمام علي يقول فيها ” رُبَّ عَالِم قد قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه ” مع قول آخر لحفيده الإمام زين العابدين يقول فيه ” حَذَار من فقيه يزهد بالمال والنساء لكنه يطلب السلطة فإنه أخطر مخلوق في البشرية ” .
ففي سنة 1998 اكتشفت بوضوح بأن فقهاء الدين وقيادات أحزاب الدين يعشقون السلطة والمال عشقا يدفعهم لاختراع الفتاوى والمفاهيم والأفكار والشعارات الدينية بكتابات وخطابات ومحاضرات رنَّانة ولو وضعها العاقل البصير على طاولة البحث العلمي والنقاش المتجرد لظهر فسادها وغباؤها بصورة واضحة وضوح الشمس ، إن كل جهدهم واجتهادهم دافعهم فيه وغايتهم منه تبرير طلبهم للسلطة ، واختلاس ثروات الله في باطن الأرض وظاهرها ؛ وفي عامِرِها وغامِرِها مع ثروات عباد الله ، ففي سنة 1998 أدركت على وجه اليقين بأن إسرائيل ، وأميركا ، وكندا ، وأوستراليا ، واليابان ، ودول أوروبا ، والسويد ، وسويسرا ، ولوكسبورغ ، والدول الإسكندنافية إنَّ مصدر قوتهم ليس بالطائرات ولا بالغواصات ولا بالدبابات ولا بالصواريخ العابرة للقارات إنَّ مصدر قوتهم الأول والأعظم هو بتخصيبهم الدائم وتطويرهم المستمر لمبادئ الديمقراطية وقوانين العدالة ، بعقلية علمانية لا قداسة عندها لشيء سوى مبادئ حقوق الإنسان وكرامته .