س: هل ستزول إسرائيل على يد الخمينيين ؟.. الجواب: لن تزول إسرائيل من الوجود
مقالات الشيخ حسن سعيد مشيمش ـ بوابة العرب الإخبارية
1 – سنة 1998 شاءت الرحمة الإلهية أن تفتح شهيتي على قراءة الكتب الفكرية لعمالقة المعرفة الإنسانية وعلى رأسهم ڤولتير فيلسوف فرنسا فتحولت جذريا ” فكرياً وسياسياً ” وحينها أيقنتُ بأن دولة إسرائيل لن يقدر أحد في العالم الإسلامي على إزالتها من الوجود ، والخميني كان يعلم ذلك يقينا وخليفته خامنئي أشد يقينا منه .
2 – وفي سنة 1998 أيقنت أيضا بأن الفلسطينين المظلومين لن يحصلوا على دولة وإنما على سلطة سياسية مستقلة خاصة بهم تُدير شؤونهم وستكون روحها في قبضة دولة إسرائيل وناصيتها تحت يدها خاضعة لوصايتها .
3 – وفي سنة 1998 أيقنت بأنَّ مشروع إزالة دولة إسرائيل من الوجود مشروعٌ مستحيل إنجازُهُ وتحقيقُهُ ، وكل إنسان يفكر بتحقيق المستحيل وإنجازه فهو إما مجنون سفيه مغامر مجازف مقامر ، وإما مُمَثِّل منافق مُرائي داهية تاجر بقضية الشعب الفلسطيني المظلوم كما هو اليوم حال خامنئي وحسن نصر الله وبشار مع إمامهم بوتين قيصر روسيا حليف إسرائيل وصديق إسرائيل العظيم وحاميها كسائر حُماتها الدوليين .
4 – وفي سنة 1998 أيضا أيقنت بأن أخطر حزب على وطننا لبنان هو حزب الخمينيين الذي يريد تحميل لبنان أعباء مشروع إزالة إسرائيل من الوجود بتأسيس مقاومة مسلحة وتكوين جبهة عسكرية في جنوب لبنان لا تقوم إلا على تعطيل الدولة وتفكيكها ويقوم هذا الحزب بتوريط لبنان بحرب مع إسرائيل بين فترة وأخرى لا تَجُرُّ على وطننا سوى الدمار والخراب والمصائب والنوائب والأحزان والأشجان والرزايا والبلايا وتخريبه وتمزيقه تارةً بالحرب بينه وبين إسرائيل من دون أن يحرر شبرا من أرض فلسطين ، وتارةً أخرى بالحرب الداخلية بينه وبين الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية المختلفة معه حول مشروع مقاومة مسلحة بشعار ” يجب إزالة إسرائيل من الوجود ” وبقاء جنوب لبنان جبهة عسكرية ساخنة دائمة.
5 – وفي سنة 1998 أيقنت بأن حزب الخمينيين كذبة كبيرة جدا ؛ فهذا الحزب ليس هو إلاَّ حزباً أمنياً عسكرياً مُرْتَزَقاً يقاتل إسرائيل بتوقيت وأوامر النظام الإيراني الإستبدادي القمعي ، وبدماغ مذهبي ، وبثقافة طائفية وبعقل عقائدي ديني لا يعتقد معه بوجود كيان ( إسمه لبنان ) ، هو حزب لا صلة له بتراب وطننا لبنان ولا بقضايا شعبه وحقوقه ومصالحه ومصيره ومستقبل أبنائه ، إنه حزب يقود المقاومة بعقل مذهبي ديني طائفي وبأوامر خامنئي حاكم إيران بالحديد والنار ويفتخر بذلك ويتباهى بها ولقد قمع هذا الحزب في لبنان وقتل وقاتل كل الأحزاب الوطنية اللبنانية العلمانية التي كانت عازمة ومُصَمِّمَة وجاهزة لكي تكون شريكة معه في مشروع المقاومة لتحرير تراب لبنان من الإحتلال الإسرائيلي ، وما زال يقمع ويقتل غدراً بالإغتيال كل حزب لبناني يريد مشاركته بمشروع المقاومة كقوة دفاعية ( كما يزعم كاذباً ) وتنفجر عيناي من شدة الضحك حينما أسمع حسن نصر الله وهو يُشَبِّهُ مقاومة حزبه بالمقاومة الوطنية الفرنسية ضد الإحتلال الإلماني ! ! !
6 – وفي سنة 1998 تيقنت بأن أية مقاومة في أية دولة بالأرض إنْ لم تكن وطنية مُكَوَّنَةً من كل أجناس وأعراق أبنائها أولاد الوطن ، وإنْ لم يكن رجالها خاضعين لسلطات الدولة الأمنية والعسكرية والقضائية والسياسية كسائر المواطنين فيها ، فلن يبقى معها دولة ، وكل مقاومة سيكون وجودها على حساب وجود الدولة فهي كذبة وأوهام وسراب وليست مقاومة شرعية ولا مقاومة شريفة ، ولقد أفصحت عن ذلك في سنة 1998 غير آبه للخسائر المادية والمعنوية التي أصابتني ، لأن الأقدار والظروف والقراءات والنقاشات والحوارات وأنا أبحث عن حقائق الوجود شاءت أن أكون مخلوقاً من طينة تفرض عليَّ أن أحترم يقيني وأسير بهديه في هذه الحياة القصيرة جدا جدا التي أضحكت وأبكت كل مخلوق وُلِدَ فيها ، ولم ولن أستوحش من كثرة الذين سيعادونني بعدما كانوا أصدقاء ، ومن كثرة الذين سيحاربوني بعدما كانوا أشِقَّاء ، لأنه حسب ثقافتي وقناعتي : إن يقيني هو ضميري ووجداني وشرفي وكرامتي وديني وعقيدتي ، وأنا لا أعبد إلا رباً فرض عليَّ أن أسير بهدي يقيني ، ولا أدري لِمَا الله خلقني من طينة لا تكترث لخسارة المناصب والرُّتَب والرواتب والمراكب والسكائب والعقارات والڤيلات والأرصدة المالية في البنوك كما تكترث طينة قادة حزب اللات وقياداته وفقهاء الدين ؟ !
…………………………………………….
الشيخ حسن سعيد مُشَيْمِشْ