مجيد حريري يكتب.. النظام الإيراني وإطلاق صواريخ الأقمار الصناعية
بوابة العرب الإخبارية
بعد إطلاق القمر الصناعي، ظهر مسؤولو النظام وقوات الحرس إلى المشهد، مطلقين دعاية وبروباغاندا واسعة النطاق حوله.
بدأ اللواء حسين سلامي، قائد قوات الحرس وأمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية والفضائية بقوات الحرس، بإجراء مقابلات صحفية وإطلاق الدعايات.
وفي مقابلاته، قال أمير علي حاجي زاده، إنه بعد إطلاق القمر الصناعي، أن النظام قد غدا قوة عظمى وتفاخر بالهجوم على قاعدة عين الأسد في العراق، قائلاً إن النظام جاهز لإطلاق 400 صاروخ على مواقع أمريكية في وقت واحد.
ومع ذلك، سخر الناس من أكاذيب وتهويلات أمير علي حاجي زاده، خاصة أسر ضحايا إسقاط الطائرة الأوكرانية على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك جواد سليماني، الذي فقد زوجته في حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، حيث استهزأ بتصريحات أمير حاجي علي زاده قائد القوات الجوفضاء بقوات الحرس التي تحدث بها بعد إطلاق القمر الصناعي، وذلك في تغريده على توتير:
“حاجي زاده ، تكلم أكثر! “كنتم تنوون إطلاق 400 صاروخ على مواقع أمريكية ولم تقوموا بإغلاق المجال الجوي هذا إشارة إلى جريمتكم.”
خريطة مكان سقوط الطائرة الأوكرانية، وقواعد الدفاع الجوي بقوات الحرس التي أسقطت بصواريخها الطائرة.
صورة جوية لمكان قاعد الدفاع الجوي الصاروخية الخاصة بقوات الحرس التي أسقطت منظومتها الدفاعية الطائرة الأوكرانية
الدعاية الكاذبة والتهويل حول أهمية إطلاق القمر الصناعي
في الوقت الذي تدعي فيه قوات الحرس أنها أصبحت قوة عظمى، أطلق البشر حتى الآن عدة آلاف من الأقمار الصناعية إلى الفضاء.
ناهيك عن أن المدار الذي يدور حوله القمر الصناعي الخاص بالملالي هو أدنى مستوى قريب من الغلاف الجوي، مدار ليو، وبسبب قرب المدار من الأرض، فإن هذا عمر هذا القمر الصناعي مؤقت وسيسقط على الأرض مع انخفاض سرعته.
منطقة الإطلاق، التي يتستر عليه نظام الملالي ويتحدث عن أنها منطقة مجهولة وغير معروفة لأحد، هي واحدة من نفس المراكز الصاروخية في منطقة شاهرود المعروفة لوسائل الإعلام الدولية منذ حوالي سبع سنوات.
صورة جوية للمنطقة العامة بمركز شاهرود الفضائي
لماذا أطلق النظام صاروخًا وسط أزمة الفيروس الکورونا؟
كما ذكر أعلاه، فإن هدف النظام بإطلاق قمر صناعي هو اختبار وحيازة الصواريخ البالستية. خلال الأربعين سنة الماضية ، كان الحصول على الصواريخ إلى جانب تصدير الإرهاب والأسلحة النووية من الركائز الثلاث للاستراتيجية العسكرية للنظام.
كل مشروع من هذه المشاريع يكلف عشرات أو مئات المليارات من الدولارات.
المبلغ الذي أنفقه النظام على الحصول على الصواريخ سنويًا هو أكثر بكثير مما أنفقه على صحة الناس.
تشير التقارير إلى أن بناء مراكز الصواريخ والأنفاق تحت الأرض يكلف مئات الملايين من الدولارات وكل عام، ينفق النظام مليارات الدولارات على مجمع مشاريع الصواريخ.
ومع ذلك، في الوقت الحالي، وبسبب أزمة الفيروس الكورونا، ينوي النظام التستر على يأسه وإحباطه وفشله في التعامل مع الأزمة عن طريق إطلاق الصواريخ وخلق أزمة دولية جديدة.
قبل أزمة الفيروس الكورونا ، غرق النظام بالعديد من الأزمات، بما في ذلك إسقاط الطائرة الأوكرانية من قبل القوات الجيوفضائية التابعة لقوات الحرس، وهلاك قائد فيلق القدس التابع لقوات الحرس قاسم سليماني، والاحتجاجات الإيرانية ضد خامنئي وقوات الحرس في يناير، والاحتجاجات الإيرانية في تشرين الثاني / نوفمبر، الوضع الاقتصادي المزري للشعب الإيراني وأزمة الفيروسات الكورونائية والمذبحة التي أضيفت مؤخراً إلى عقدة أزمات النظام.
لقد اختلق النظام الإيراني من أجل الحفاظ على بقائه أزمة كبيرة منتهكا قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231.
السبيل الوحيد لمنع عدوان وتعدي النظام هو اتخاذ سياسة دولية حازمة في التعامل مع إرهاب قوات الحرس وحروبه.
لقد أنفق هذا النظام مئات المليارات من الدولارات على أنشطته النووية والصاروخية بينما يعيش غالبية الشعب الإيراني في فقر مدقع.
مجيد حريري
عضو لجنة الأبحاث الدفاعية والاستراتيجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية