طه كامل يكتب .. فى أوقات الشدة ابحث عن القائد..
مقالات ـ بوابة العرب الإخبارية
أزمة فيروس كورونا وما خلفته من اصابات ووفيات ووداع أحباب أعزاء وخوف ورعب وهلع بين الناس و واختفاء جنود صحة من ساحة المطحنة ، واستشهاد جنود صحة آخرون ، وظهور أمراض مجتمعية خطيرة أفرزتها مصائب كورنا الله أعلم متى يتم معالجتها ؟ ونسيانها والتخلص منها ..ومنها تنمر البعض ضد مصابى كورونا بالقول والفعل وأحيانا كثيرة” البذاءات “
ومنها انتشار ثقافة العار للمصابين ،ومحاولة اخفاء الحالات الإيجابية من جانب الأسرة أو الشخص المصاب ذاته خوفا من المتنمرين ، بما ينتج عن الإخفاء من مضاعفة الأصابات بسبب الاختلاط.
منها أيضا الفرار من جانب بعض الأسر ولا أقول كل الأسر من عضو الأسرة المصاب وتجنبه وتركه فى ثلاجة المستشفى حال موته ورفض استلام الجثمان لدفنه فى انحلال وانحطاط أسرى لم تشهده مجتمعات الجاهلية قبل الإسلام.
منها خلق مشكلة ندرة المغسلين لموتى كورونا على الرغم من وجود متبرعين للقيام بغسل المتوفين لكن عددهم محدود ، مقابل ذلك رواج ظاهرة القيام بالغسل بأجر وتسعيرة مبالغ فيها من جانب أهل المهنة .
منها رواج بيع التوابيت والصناديق الخشبية لمتوفى كورونا على الرغم من وجود أهل خير يقومون بشراء الصناديق والتوابيت من ورش النجارة ويتبرعون بها للمستشفيات.
منها قيام أنصار أبو جهل فى إحدى المحافظات الإعتراض على دفن جثمان طبية ضحية كورونا كانت تعالجهم ، والقيام بأعمال التجمهر وتدخل أجهزة الأمن لتفريق المحتجين وإلقاء القبض على البعض منهم ودفن جثمان الطبيبة الشهيدة الطاهر لتشكو لربها ظلم العباد.
منها الخلل البين فى إدارة الأزمة على مستوى القطاع الصحى بكافة محافظات الجمهورية فى ظل منظومة تحتية صحية نالت منها معاول الأهمال لعقود طويلة حتى شاخت لا سامح الله تعالى من كان السبب من قيادات ووزراء ورؤساء وبرلمانيين.
منها منظومة إعلامية كانت أبواقا لإنجازات وهمية لا وجود لها على أرض الوقع تهلل لها ليلا ونهارا لتحقيق مآرب شخصية من قياداتها حسابهم على الله تعالى عملوا للكراسى لا للضمير والأمانة وبناء الوطن.
منها هروب رجال أعمال كثر أعطاهم الوطن من خيراته وتنكروا له وقت الشدة وأغلقوا الأبواب المصرفية على أموالهم فى خيانة واضحة العيان للوطن وهم من يقيمون الأفراح والليالى الملاح لتكريم أهل الفن والرقص ومشاهير كرة القدم وينفقوا ملايين الجنيهات لإخراج ذلك على شاشات الفضائيات.
منها أنصار احتكار الأدوية والمطهرات والمعقمات ومهام الحفاظ على حياة الأطباء وأطقم التمريض المعاملة مع مصابى كورونا وبيعها بأضعاف أضعاف أسعارها فى الأوقات العادية ، وكذلك فتح المستشفيات الخاصة شهيتها لشفط وإخلاء جيوب المرضى وأسرهم الذين لم يجدوا أماكن فى المستشفيات الحكومية فطرقوا أبواب المستشفيات الخاصة ..
منها البيانات الكاذبة عن انتشار المرض ومواقع ذروته من قبل الجهات المختصة ..
منها افتضاح ثقافة البعض من أفراد المجتمع وارتداء ثوب اللامبالاة فى مواجهة الوباء والتصرف بعبط كما فى الأفراح والجنازات والقيام برد الواجبات.
منها تحول وسائل التواصل الأجتماعى لسرادق عزاء ونعى رحيل أحبة متواصل.
منها من رحم الأزمة يتولد الأمل لحياة بلا وباء ، وتكشف مصر بين الوقت والآخر أنها ولادة ، وتصدق مقولة …إللى بنى مصر .. كان فى الأصل حلوانى.. وحلاوة مصر المتواصلة وقت المحن ماطالعنا به أطباء المستشفى التعليمى بسوهاج التابع للهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمة من مواصلة المستشفى لدورها البطولى لمواجهة جائحة كورونا عندما استقبلت المستشفى فجر اليوم السبت
20/6/2020 عدد من المصابين بكورونا بلغ 19مصابا بينهم عجوز مسنة عمرها 90 عام.. بالورود والترحاب والإبتسامات والتفاؤل وأنهم ضيوف أعزاء سوف يقضون أياما قليلة فى عزل المستشفى ثم يعودون لذويهم وأسرهم متوجين بتاج الصحة والعافية…فى بادرة معنوية نفسية تسجلها موسوعة جينس العالمية ..ابتكار مصرى من سوهاج..وهنا يأتى ما عنونا به المقال…
فى وقت الشدة …ابحث عن القائد
منذ بداية جائحة كورونا كان المستشفى التعليمى مستشفى الإحالة الوحيد بسوهاج..ولم يتذمر مدير المستشفى والأطباء وأطقم التمريض ، ثم تم تخصيص المستشفى للعزل ليتقدم القائد الذى نبحث عنه وقت الشدة الصفوف الدكتور محمد شيخون أحمد مدير المستشفى ويضرب المثل والقدوة فى صفات القائد عندما كان متواجدا فى غرفة عمليات المستشفى مع أطباء النساء والتوليد لإجراء قيصريتين لحالتى إصابة بكورونا منها طبيبة ، وتقدم شيخون خط المواجهة ملبيا استغاثة مشرفة تمريض زوجها مصاب بكورونا وفقد الرؤية لإحدى عينيه ورغم خطورة عملية إعادة الإبصار للمريض ، مكث الطبيب الإنسان محمد شيخون ومساعديه بقسم الرمد ثلاث ساعات بمشرطه وأجهزته وآلاته وجهه فى وجه المريض المصاب بكورونا واحتمالية الإصابة بالعدوى تصل إلى 90% لكن هذا هو القائد الذى نحتاجه وقت الأزمات …ولا يفوتنى شكر قيادات الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية الرئيس الحالى الأستاذ محمد فوزى السودة والسابق الأستاذ الدكتور
محمد صلاح الدين زعتر والأسبق
الأستاذ الدكتور هانى صلاح نصر على دعم المستشفى التعليمى بسوهاج بلا حدود …ودعم الدكتور محمد شيخون بصفة شخصية لإخلاصه فى حمل رسالة وأمانة المهنة….عجل الله تعالى بشفاء كل مريض وحفظ بلدنا مصر من كل مكروه…
طه كامل الهوى ..إعلامى وصحفى.