سعاد عزيز تكتب.. التوقيت الذي يثير أكثر من تساٶل
مقالات ـ بوابة العرب الإخبارية
يتميز نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنه يسعى من أجل تحقيق أهدافه وغاياته بكل الطرق والوسائل الممكنة بل وإنه أحيانا لا يتورع من استخدام أية وسيلة كانت في سبيل أن يحقق هدفه، فهو على سبيل المثال، لا يكتفي مواجهة وتصفية معارضيه بالطرق والوسائل القانونية التي يجيرها لصالحه وإنما يقوم أيضا بتصفية معارضيه بطرق واساليب إرهابية وليس المعارضين فقط بل وحتى من لا يوافقه الرأي والموقف حتى وإن لم يكن معارضا كما جرى في الاغتيالات المتسلسلة التي جرت في أواسط العقد الأخير من الألفية الماضية.
النظام الايراني ومن أجل أن يضمن إسكات أي صوت معارض أو مضاد له، فإنه يتوسل وكما أسلفنا بكل الطرق والاساليب المختلفة، ولكن وعندما يكون الطرف المعارض ذو دور ونشاط مستمر ومتواصل وذو تأثير داخلي وخارجي نظير منظمة مجاهدي خلق فإن الامر والى جانب تلك الطرق والاساليب المختلفة، يأخذ سياقا وإتجاها غير مألوفا، إذ إن النظام الايراني إضافة الى حملته واسعة النطاق ضد مجاهدي خلق والتي شملت كل النواحي السياسية والفكرية والفنية والامنية والسعي من أجل تشويه وتحريف التأريخ النضالي للمنظمة بحيث وصل الامر الى حد تأليف أكثر من 500 كتاب ضد المنظمة وعشرات المسلسلات الدرامية والمسرحيات والافلام السينمائية والمسلسلات الاذاعية والندوات والمٶتمرات المختلفة، لكن الذي لفت النظر أكثر إن النظام وبعد أن قام بكل هذا ورمى المنظمة بتهم النفاق والعداء للإسلام، فإنه وعن طرق أقلام ووسائل إعلام مأجورة صار يوحي ولاسيما لبلدان المنطقة والعالم بأن منظمة مجاهدي خلق لو استلمت الحكم فإنها لا تختلف عن النظام من حيث توجهاتها الدينية!!
الاهم من ذلك والذي يجب الانتباه إليه هنا هو إن النظام يقوم كل سنة وفي المناسبات الخاصة التي تهم منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية بتوجيه أقلام ووسائل إعلام محددة من أجل كتابة مقالات أو بحوث مضادة وخصوصا في مناسبة تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي يصادف في العشرين من شهر حزيران 1981، أو التجمع السنوي للتضامن مع نضال الشعب والمقاومة الايرانية والذي يتم عقده في حزيران من كل عام وإنعقاده على الابواب، حيث تبدأ هكذا مقالات تم تأليفها وإعدادها مسبقا بالظهور هنا وهناك وتنشرها بعض المواقع عن سابق قصد وإصرار فيما تنشرها أخرى من دون أن تضمر أية نوايا سيئة تجاه المنظمة والمقاومة الايرانية بل لمجرد ظنها بأن ذلك مجرد رأي وموقف يعبر عن كاتبه في حين إن المسألة أبعد وأعمق من ذلك، ولأن التجمع السنوي للتضامن مع نضال الشعب والمقاومة الايرانية يتزامن مع أحداث وتطورات كلها في غير صالح النظام وإن دور ومكانة مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية في تألق وبروز غير عادي ولاسيما من حيث كونها ندا وبديلا أساسيا للنظام، فإنه من الطبيعي أن تكون هناك مقالات متحاملة وغير عادية ضد مجاهدي خلق على وجه الخصوص من أجل النيل منها ومن دورها النضالي ومن أجل صرف الانظار عنها والتشكيك بها، ولكن هيهات هيهات، فذلك وكما يقول المثل المصري الشهير:”عشم أبليس بالجنة”!