نزار فوزي يكتب.. تفجير بيروت وصراع الأجندات
نزار فوزي
شهد مرفأ بيروت أنفجاراً مهولاً مسح معالمه وطال التدمير المناطق المجاورة، أكثر من مائة قتيل وزاد عن أربعة الاف جريح ، منظر مرعب لانفجار فيه الكثير من الشبه لانفجاري هيروشيما وناكازاكاي ومنظر ( فطر) عملاق يشاهد على بعد أميال واهتزاز رصدته دول غير محاذية وصل قياسه أكثر من أربع درجات على مقياس رختر لقياس الزلازل.
هذه نبذة عما حدث وتناولته الاخبار وما يهمنا هو تداعيات الحدث ومحاولة استقراء المنظور .
من المرجح انه سيكون تغيير في القالب السياسي الذي تجمد فيه لبنان منذ اتفاق الطائف الذي انها خمسة عشر عاماً من الحرب الأهلية وبنيت على اساسه تقاسم السلطة الطائفي والديني والعرقي ،نعتقد ان هذا النظام وصل الى نهاية صلاحيته بعد ان ركع لبنان جراء التفاهات التي تمثلها القوى السياسية التي تصدت للمشهد السياسي على مدى اكثر من أربعة عقود من الزمان، صراعات على منافع فئوية واهمال للجمهور والشعب ودكتاتورية الأقلية التي تمتلك السلاح بحجة المقاومة لتستأثر بالسيطرة على المنافذ جواً وبحراً فكان دولة حسن نصرة الله تضاهي دولة لبنان بل وتتفوق عليها ، القوى الأمنية الحكومية بما فيها أقسامها الاستخبارية فشلت في حماية وطنها ولا حتى مخابرات نصر الله وكفلائه عجزت عن حماية حليفها، نتنياهو يحذر بشدة حزب الله قبل الانفجار بساعة،
السؤال الذي ننتظر ان نجد اجابة عنه هل نجحت اسرائيل في زرع شحنة مواد متفجرة بكمية هائلة في مرفأ بيروت منذ عام ٢٠١٤ حتى الآن وتمكنت من المحافظة عليها مخزنة بالرغم من ان هناك ثمانية عشر محاولة رسمية لجهات حكومية لبنانية للتدخل في موضوع وجود الشحنة، اذا صحة هذه الانباء فيكون هذا دليل دامغ على ان لبنان كدولة بكل مؤسساتها وأحزابها وسياسييها يتوجب عليهم الاعتزال نهائياً، اذ معنى ذلك ان إسرائيل هي الحاكم الفعلي في البلد .
محاولات التنصل من المسئولية بدأت فعلاً مع حملة اطلقتها عدد من وسائل الاعلام بالترويج وارجاء السبب لسوء التخزين والحادث العرضي الذي اشعل النيران في مخزن رقم ٩ وامتدت نيرانه الى مخزن رقم ١٢ ذي الشحنة المخزنة على مدى ست سنوات، حجم التفجير مهول غير بمعالم بيروت وسيغير بمعالم وجهها السياسي لا مناص من ذلك، دخول فرنسا سيتبعه انتزاع السيطرة على المرفأ والمطار من هيمنة حزب الله ودخول المستعمر القديم كمنقذ من المستعمر الحديث ( أيران) وممثليه، الكل يترقب وصراع الأجندات الذي مزق سوريا وليبيا يطل برأسه على لبنان.