عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

أحمد النحاس يكتب: فساد الإدارة .. وإدارة الفساد

  • في كل دول العالم تجد فسادا في الإدارة ببعض قطاعاتها، بينما في مصر – وفي مصر فقط – تجد ” إدارة للفساد ” تم صناعتها وتدعيم قواعدها المشينة منذ سنوات عديدة بمعرفة أباطرة الفساد وترزية القوانين وشلة المنتفعين في عهد مبارك، كانت كل مهمتها تقنين الفساد وتخريب الذمم وشرعنة السلب والنهب وإلباسه رداء الحق المشروع زورا وبهتانا !!
  • مبارك ترك تركة مثقلة بالضمائر الخربة، والمفاهيم الكارثية، والأعراف الدخيلة، والذمم الفاسدة، والعقول المضمحلة، والهرم الأخلاقي المقلوب، حيث الإهمال والتجاهل للعلماء والمخترعين والتقدير والتشجيع للعوالم والراقصات !!، والمناصب والوظائف لأبناء الصفوة وأصحاب الحظوة، والماهرون والمتفوقون والمستحقون فعلا لشغلها لا مكان لهم طالما أنهم لا يملكون المال أو النفوذ أو العلاقات، وأصبح شعار ” إدفع تنال البركة ” هو السائد في العهد البائد، ومن يسير مستقيما كمن يسير علي الأشواك، وصاحب اليد البيضاء محل شك وارتياب، وصاحب القيم والمثل صار مادة خصبة للتنمر والسخرية، وتصدر المشهد الأفاقون والكذابون والمرتشون والراقصون علي الأحبال والآكلون علي كل الموائد والشاربون دماء البسطاء!!
  • ما نعانيه الآن في مصر هو حصاد للزرع العفن الذي غرسه نظام مبارك في المجتمع المصري بمهارة يحسده عليها أحفاد إبليس، وحتي نطهر مصر من هذا العفن الأخلاقي والحياتي علينا بالصبر، والصدق مع النفس، فلنبدأ بأنفسنا أولا، كل منا مُطالب بتطهير نفسه وضميره وقلبه وعقله ويده ولسانه وماله وبيته، هذا العفن الضارب بجذوره القذرة في المجتمع لابد من تكاتف الجميع لاجتثاثه من حياتنا حتي نستطيع أن نحيا حياة كريمة ونصنع مستقبلا مشرقا للأجيال القادمة.
  • لا تلقوا بالتهم جزافا علي النظام القائم الآن ولا تحملوه فوق طاقته، بل ساعدوا الشرفاء فيه ليقتلعوا الفساد من جذوره، لا تساعدوا الفاسدين بتشويه الشرفاء، ولا تدعموا المتسلقين والهباشين والنهابين ومدعي الشرف ليصبحوا أصحاب حصانة، ولا تمنحوا المرتشين مزيدا من المال الحرام لتقضوا حوائجكم، ولا تحصلوا علي حقوقكم المستحقة بالطرق الملتوية فتظلموا أصحاب حقوق أخري ليس لديهم القدرة علي السير أو حتي الزحف في هذه الطرق،عودوا كما كنتم أهل قيم وأصحاب مُثل ولا تيأسوا من رحمة الله، ولكن كونوا علي يقين أن ما حدث ومايحدث وما سيحدث هو نتاج أفعالنا، ” وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون”.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى