عماد قميحة يكتب.. في ظل سلطة حزب الله يعيش الإنسان المُتَمَسِّك بدينه أو ضميره كالقابض بيده على الجَمْرِ
تستطيع وبكل سهولة ان تعيش في مناطق نفوذ حزب الله ، وأن تكون ملحداً مجاهراً بإلحادك ، يمكنك بكل بساطة وسلاسة أن تكتب على صفحتك في الفيسبوك أبحاث مُطَوَّلة تدعو فيها إلى الكفر والشرك والإلحاد وأن تنتقد الأنبياء والرُّسل وأن تدعو إلى الكفر وعدم الإيمان بالله وأن تسخر من القِدِّيسين والأولياء ولا تشعر مطلقاً بأي نوع من أنواع الخوف ولا ينتابك أي شعور بأن القابض على كُفْرِه كالقابض على الجمر ، حتى أنك لا ” تُخَوَّن ” ولا ” تُهَاجَم” ولا ” تُسَبْ ” ولا ” تُشْتَم ” ولا ” تُهَان ” وبالتأكيد ولا تلتفت اليك الجيوش الألكترونية التابعة لحزب الله ! ! !
المرعب أكثر بعملية إغتيال الناشط السياسي والباحث الفكري لقمان سليم ليس هو قرار القتل ولا هو وجود مجموعة تنفيذية قامت بالجريمة ولا حتى الجهة التي تقف خلف الإغتيال أياً كان الفاعل ، إنما المرعب بالموضوع أكثر ، هو ما كشفه هذا الإغتيال من ترحيب وتهليل ورضى شريحة واسعة من جمهور لبناني لم يخجل من التعبير جهاراً بالتأييد والموافقة تحت عنوان ” قتل الخائن ” ! ! ! .
أعتقد أن هذه الظاهرة المريضة الخطيرة تستوجب التوقف عندها ملياً ومحاولة البحث الجدي حول ظاهرة “التخوين الجمعي ” ، المستحق لإنزال عقوبة الإعدام بعيداً عن القوانين المرعية الإجراء والدساتير المُنَاط بها وحدهاتحديد الجُرم إنْ وُجِدَ وبالتالي تحديد العقاب المستوجب له .
– بعيداً عن المقاربة السياسية للموضوع فإنَّ ظاهرة فكر ” التخوين الجمعي ” الذي تعيشه هذه الجماهير ، هوبمثابة الولد الغير الشرعي لفكرة ” الارتداد ” وهنا تحديداً مكمن الخطر ودلالاته المتشعبة إنْ على مستوى ” المرتد” نفسه وهنا نعني أي مُنتقد أو معارض لحزب الله ،بوصفه منتقداً ومعارضاً لل” مقاومة ” ، والأهم هو الجانبالمتعلق بأتباع الحزب ونظرتهم للموضوع بحيث يستبدلون بذلك ” المقاومة ” محل ” الله ” ! ! ! .
تستطيع وبكل سهولة ان تعيش في مناطق نفوذ حزب الله ، وأن تكون ملحداً مجاهراً بإلحادك ، يمكنك بكلبساطة وسلاسة أن تكتب على صفحتك في الفيسبوك أبحاث مُطَوَّلة تدعو فيها إلى الكفر والشرك والإلحاد وأنتنتقد الأنبياء والرُّسل وأن تدعو إلى الكفر وعدم الإيمان بالله وأن تسخر من القِدِّيسين والأولياء ولا تشعر مطلقاً بأي نوع من أنواع الخوف ولا ينتابك أي شعور بأن القابض على كُفْرِه كالقابض على الجمر ، حتى أنك لا ” تُخَوَّن ” ولا ” تُهَاجَم” ولا ” تُسَبْ ” ولا ” تُشْتَم ” ولا ” تُهَان ” وبالتأكيد ولا تلتفت اليك الجيوش الألكترونية التابعة لحزب الله ! ! !
– وبالتأكيد لست مطلقاً من الذين يعتقدون بشرعية الفتاوى التي تدعو إلى القتل والإقتصاص من ” المرتد ” الديني، وأنا لا أشك بأنَّ الله سبحانه مَنَحَ عباده حرية الكفر تماما كما منحهم حرية الإيمان [ ” من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ” ] ، وإنما أردت الإشارة الى هذه الناحية للإضاءة على نقطتين أراهما بغاية الأهمية :
النقطة الاولى : هي هذا الخلط الوهمي المقصود والمُتَعَمَّد والمدروس بعناية بين ” حزب الله ” بما هو حزب يتعاطى الشأن السياسي العام له نوابه في المجلس النيابي ( الذين من المفترض أنهم يشرعون القوانين لكلاللبنايين وليس فقط لجمهورهم ) ، وله وزراء يستلمون وزارات تعني بتسيير شؤون كل اللبنانيين ، وأكثر من ذلك فلدى الحزب سطوة وتحالفات ومروحة علاقات سياسية مع كل الأحزاب والجهات مما يضعه كفريق أساسي باللعبة السياسية وبواقع البلد ومستقبله ، فيتم الخلط بين كل هذا الدور وبين ” المقاومة ” بما هي قتال للمحتل الإسرائيلي لبلدنا ، فيُصبح وعن سابق تصور وإصرار أي انتقاد أو اعتراض على أداء الحزب السياسي وكأنه اعتراض على ” المقاومة ” ! ! ! ! .
– وهذا تضليل مقصود ، وخداع واضح ، وجهل مطلوب ، بدليل أن ” التخوين ” يُصيب أُناس قد أفنوا أعمارهم بمقارعة
المحتل الإسرائيلي ودفعوا أثمانا غالية جدا في سبيل التحرير لمجرد أنهم يعارضون سياسات هذا الحزب ! ! ! !.
النقطة الثانية : بناءا على ما تقدم وعملاً بالقول المأثور ” الشرك يَدِبُّ في قلب المؤمن كَدَبيب نملة سوداء علىثوب أسود في ليلة ظلماء ” فإنني أستطيع القول بل وأجزم ، بأنَّ ” الشرك ” قد دَبَّ في قلوب هذه الجماهير من حيث لا يدركون ، وصاروا يعبدون صنما اسمه ” المقاومة ” ، واتخذوها إلَهاً من دون الله ، وعليه فالكفر بالله ورسوله وأنبيائه لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد لأنه ليس الإله الذي يعبدونه ، وإنما انتقاد إلَهُهُم الحقيقي ” المقاومة ” فهو الإرتداد ” الذي يستوجب القتل ، وبهذه المفاهيم الضالة ، فإنَّ من الطبيعي جدا أن يصل بنا البلد إلى ” جهنم ”
[ يبقى أن المطلوب من ” حزب الله ” حذف كلمة ” الله ” من اسمه ، ووضع كلمة ” المقاومة ” ، فهذا أقرب للتقوى ،أو فليعودوا الى عبادة الله الواحد ] .