النائبة ألفت المزلاوي.. قراءة فى انفراد محافظة سوهاج بـ”المرتبة الأولى” فى إدمان المخدرات
أفجعنا تصريح الوزيرة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى فى الجلسة العامة لمجلس النواب بالإعلان عن ترتيب المحافظات الأكثر تعاطيًا للمواد المخدّرة والكحوليات والتدخين،
وحسب تصريح الوزيرة فقد انفردت محافظة سوهاج بالصدارة فى تعاطى المخدرات بينما حلّتْ مرةً ثانيةً في إدمان الكحوليات ومرةً ثالثةً في التدخين،
وهذه التصريحات المؤسفة تضعنا جميعًا فى وضع محرج للغاية يجب أن نغادره سريعًا بالتدخل الجادّ والحقيقي لاقتحام تلك الملفات الشائكة ويقوم كلُّ مَنْ له مساحة للتصدّي بدوره.
السؤال البديهي في هذا الشأن، ما الأسباب التي أوصلتنا لذلك؟ وما الجهود المبذولة المقابلة على كافة المستويات لِلَجْمِ هذه الظاهرة المؤسفة ذات الآثار المدمرة لسلامة المجتمع ومستقبل أبنائه؟!
هل سوهاج ينقصها إضافة مأساة جديدة إلى مآسيها التاريخية من الإهمال والتهميش والنسيان، وغياب أوجه التنمية ورعاية شعبها والاستفادة من قدراتهم ومواهبهم المتنوعة المعروفة؟!
هل قامت الأجهزة المعنية بدورها في توقيف تفشّي الظاهرة؟! هل هناك مسئول حريص على القضاء على الأسباب وحريص على إبداء اهتمام واضح بالموضوع تترجمه فعاليات ودراسات ونتائج تعيد عدد من أبناء سوهاج المدمنين إلى الدائرة البيضاء من جديد؟
إنّ بيئة المجتمع السوهاجى تلعب دورًا كبيرًا في خلق ميل نحو الإدمان عند الأفراد، فوجود مروجي ومتعاطي المخدرات داخل الأحياء والريف يعزّز فرص الإدمان عند من يحتك بِهم ويراهم، وهنا يجب أن تتمّ الإشارة بوضوح إلى غياب الدور الأمنى فى مطاردة هؤلاء المجرمين ومعاقبتهم.
غياب وجود منظومة اجتماعية وقانونية تحارب الإدمان وتطوّقه حال دون إنقاذ عشرات الآلاف من الوقوع في فخّ الإدمان، والثابت أن سهولة الوصول إلى مواد الإدمان دون رقابة تعزّز من فرص الإدمان!.
إن مشكلة تعاطي المخدرات من المشكلات التي أثرت في بناء المجتمعي السوهاجي وأفراده وقد ترتب عليها ثُلّة من الآثار الاجتماعية والاقتصادية السيئة وشكلت تهديًدا لكيان المجتمع، وساهمت في عرقلة البناء الاجتماعي والتنمية الاقتصادية.
إن فهمنا للآثار الاجتماعية والاقتصادية لتعاطي المخدرات لا يتم بمعزلٍ عن فهمنا للأسباب المؤدية للتعاطي، حيثُ لا يمكن لنا أن نفهم مشكلة تعاطي المخدرات من منظور آحادي الجانب، بل يجب أن نفهمها في إطار شموليّ متكامل حتى يسهُل علينا تحديد الآثار الاجتماعية والاقتصادية التي تقود الأفراد والأسر، والمجتمع إلى تعاطيها.
كما أن الإطار النظري لا يكفي لبيان خطورة أيّ ظاهرة بالنسبة لأيّ مجتمعٍ ما دون ملامستها والبحثِ في حيثياتها، حتى يتسنّى اتخاد الخطوات العلاجية اللازمة لمكافحتها والوقاية منها.
يجب الاعتراف أننا فى أزمة كبرى وسوهاج الآن فى أشد الحاجة إلى تضافُر الجهود رحمةً بأبنائها، يجب أن نبدأ جميعا فى التصدي والاقتحام والاشتباك مع هذه الظاهرة المفجعة، يجب الآن أن نحترم رغبة نخبة سوهاج الصالحة فى إزاحة هذا الكابوس الذي لا يليق بمحافظة اشتهرت بالعلماء والأدباء وأهل الدين وأصحاب الرؤى.