بثينة الناصري تكتب.. ماذا يحدث في اوكرانيا؟ ابحثوا عن شركات السلاح وبروس جاكسون
مقالات:
هذه مقتطفات من مقالة نشرت في مدونتي في 2009 نتيجة بحث استقصائي دقيق قمت به عما حدث في العراق ولكن ظهرت في الأفق دول اوربا الشرقية والعلاقة مع بروس جاكسون.
(في تشرين الثاني/نوفمبر 2002 طلب ستيفن هادلي نائب مستشار الامن القومي الاميركي من بروس جاكسون مدير شركة (لوكهيد مارتن) حينذاك ان يلتقيه في البيت الابيض.
التقيا في مكتب هادلي في الطابق الارضي من الجناح الغربي ليس بعيدا عن مكاتب نائب الرئيس ديك تشيني ومستشارة الامن القومي حينذاك كوندليزا رايس. كان هذا قبل شهور من ظهور وزير الخارجية كولن باول في الامم المتحدة ليكذب بخصوص اسلحة الدمار الشامل العراقية.
لخص هادلي لجاكسون الغرض من المقابلة بقوله “اننا في سبيلنا لاعلان الحرب على العراق ولكن مشكلتنا عدم وجود مبررات” وطلب من جاكسون مساعدته باقامة شيء مثل (لجنة توسيع الناتو) من اجل استنباط مبررات للحرب .
وكان جاكسون قد اقام اللجنة الامريكية للناتو وهي مجموعة ضغط غير حكومية في 1996 ووضع هادلي في هيئة رئاستها. وكان هدف اللجنة واسمها الاصلي (اللجنة الامريكية لتوسيع الناتو) للضغط على قبول عضوية دول الاتحاد السوفيتي سابقا في الناتو بضمنها بولندة وهنغاريا وجمهورية التشيك.
هكذا أقام جاكسون (لجنة تحرير العراق) في 2002. وكان بيان اللجنة في توضيح اهدافها يقول انها اقيمت “لتشجيع السلام الاقليمي والحرية السياسية والامن الدولي باستبدال نظام صدام حسين بحكومة ديمقراطية تحترم حقوق الشعب العراقي وتتوقف عن تهديد الدول” .
وبدأت جماعة الضغط في الدفع نحو تغيير النظام اي القيام بعمل عسكري لازالة صدام – بالطرق المتعارف عليها في واشنطن من الضغط على اعضاء الكونغرس والعمل مع الاعلام وتوزيع المال.
وجاكسون إضافة الى انشائه لجنة تحرير العراق ولجنة توسيع الناتو، يرأس (مشروع الديمقراطيات الانتقالية) وهدفه الاسراع بالاصلاح الديمقراطي في اوربا الشرقية.
علينا ان نفهم الان ان اكبر شركة صانعة للسلاح والطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل ، والتي لابد أن تذبل وتموت اذا حل السلام في ربوع العالم، هي التي تخطط للحرب على العراق وهي التي تأتي بالذرائع، وهي التي تتحدث عن السلام وعن نشر الديمقراطية.
يقول جون بايك وهو محلل عسكري ورئيس موقع جلوبال سكيورتي عن لوكهيد مارتن (كانت سابقا شركة طيارات. الآن هي شركة حرب . انها صانعة قرار. اي شيء تريده لقتل العدو سوف يبيعونه لك.كما انهم سوف يخبرونك من هو العدو) !!
وهذه هي طريقة واشنطن في ادارة العالم . الكثير من صانعي القرار يعملون في نفس الوقت مع المؤسسات الايديولوجية وشركات الضغط وشركات صناعة السلاح والنفط وغيرها. والصلة قوية جدا بين الضاغطين وشركات السلاح والبنتاغون حتى ان هذا المثلث يسمى في واشنطن (المثلث الحديدي) .
وعادة يحصل هذا المثلث على مايريده. لماذا؟ لأن مدير شركة السلاح يمكن ان يصبح موظفا في وزارة الدفاع ومن منصبه يستطيع ان يمنح عقودا دسمة لشركته السابقة ويصبح مستقبله بعد الوظيفة الحكومية اكثر اشراقا حيث قد يحصل على منصب اكبر في الشركة التي خدمها و براتب اضخم . والمساعدون السابقون لاعضاء الكونغرس يصبحون ضاغطين برواتب مجزية لشركات استطاعوا ان يساعدوها اثناء عملهم في الحكومة . وهؤلاء الضاغطون يستطيعون توفير رشى كبيرة للاعضاء ومساعديهم في الكونغرس. وهكذا.
بروس جاكسون مثال جيد على هؤلاء . في منصبه كنائب رئيس للتخطيط والاستراتيجية في لوكهيد من 1999 الى 2002 كان يشارك في وضع السياسات الخارجية للحزب الجمهوري.
قبل عمله في لوكهيد كان جاكسون مديرا تنفيذيا في (مشروع القرن الامريكي الجديد) وهو المؤسسة الفكرية التي من رؤسائها ديك تشيني والتي دعت للحرب الاستباقية وللاطاحة بصدام حسين.
ماهي العلاقة بين ستيفن هادلي وجاكسون في 2002، حيث كان جاكسون خارج الحكومة وهادلي داخلها ؟ العلاقة هي ان هادلي الرجل الذي يريد الوصول الى مبرر للحرب على العراق كان ايضا وكيلا قانونيا في شركة (شيا وجاردنر Shea & Gardner ) والتي من زبائنها لوكهيد مارتن.
منذ 2002 كان جاكسون يشجع دول اوربا الشرقية (خاصة اوكرانيا) للإنضمام للناتو .
في شباط 2003 كتب جاكسون بيانا وقعه 10 وزراء خارجية اوربا الشرقية وهي الدول التي تريد الالتحاق بالناتو وترتبط بمشروع جاكسون لتوسيع الناتو – والاعلان يؤيد غزو العراق . وكان جاكسون قد حضر حفلة عشاء في السفارة السلوفاكية في واشنطن واخبر الدبلوماسيين الحاضرين بان توقيع البيان سوف يساعدهم على الحصول على الموافقة الامريكية لعضويتهم بالناتو. وبطبيعة الحال سيكونون زبائن جدد لشراء منتجات لوكهيد مارتن.
في مارس 20 عام 2003 بدأت حرب (الصدمة والترويع) على العراق بطائرات اف 117 ستيلث التي تصنعها لوكهيد مارتن، وقد حورت خصيصا لتحمل قنابل زنة 2000 رطل.)
هذا غيض من فيض والبحث طويل جدا ومعقد ويحتوي على اسرار رهيبة تشيب الرؤوس، فمن يريد ان يشيب شعره هذه الأيام، ارجو ان يطلب مني رابط المقالة.
بثينة الناصري كاتبة عراقية