في مشهدٍ إنسانيٍ مؤلم، يعجّ شارع البياعين في مدينة البصرة العراقية ببسطاء وأحرار من أبناء الشعب العربي الأحوازي، الذين دفعتهم الظروف القاهرة إلى الهجرة من وطنهم، دولة الأحواز العربية المحتلة، بعد أن ضاقت بهم سبل الحياة نتيجة سياسات القمع والتمييز الممنهج التي تمارسها سلطات الاحتلال والإرهاب الإيرانية.
فرغم أن الأحواز تزخر بثروات طبيعية هائلة من النفط والغاز والمياه، وتتوفر فيها فرص العمل في شتى المجالات، إلا أن المواطن العربي الأحوازي يُحرم عمدًا من حقه في العمل، بينما تُفتح الأبواب على مصراعيها أمام المستوطنين الفرس الذين يتم استقدامهم ضمن مخطط تغيير ديمغرافي خطير، يهدف إلى طمس هوية الأحواز العربية.
وتستمر سلطة الاحتلال في اضطهاد الباعة الأحوازيين البسطاء داخل وطنهم، حيث منعتهم مؤخرًا حتى من بيع سلعهم على الأرصفة في شوارع مدنهم، وكان آخرها ما جرى في شارع عبد الحميد وسط الأحواز العاصمة المحتلة، حيث قامت السلطات الإيرانية بمصادرة البضائع وطرد الباعة الأحوازيين قسرًا، فيما سُمح للمستوطنين الفرس بالتمدد والتوسع التجاري.
إننا في شبكة مراسلين الأحوازية نناشد المنظمات الحقوقية والهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، إلى رصد هذه الانتهاكات الخطيرة والعمل على محاسبة سلطات الاحتلال الإيراني على ممارساتها التمييزية التي تنتهك أبسط حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في العمل وحرية التنقل والكسب الشريف.
كما نطالب وسائل الإعلام العربية والدولية بتسليط الضوء على هذه المعاناة المستمرة، والعمل على إيصال صوت أبناء دولة الأحواز العربية المحتلة إلى العالم أجمع، ليعلم الجميع أن هناك شعبًا يُحرم من الحياة في وطنه، فقط لأنه عربي.
