الحقيقة المرة.. «تحالفات خفية تستهدف الأمة العربية»

admin7 مايو 2025آخر تحديث :
الحقيقة المرة.. «تحالفات خفية تستهدف الأمة العربية»
الحقيقة المرة.. «تحالفات خفية تستهدف الأمة العربية»

بقلم: أ. د. محمد طاقة

في خضم التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط ، وفي ظل تفاقم الصراع العالمي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين ، تتكشف أمامنا خيوط تحالفات غير تقليدية تهدف إلى ضرب الامة العربية وتفتيت ما تبقى من قوتها ومشروعها النهضوي القومي .

ما نشهده اليوم ليس صراعات طائفية أو حروب اهلية معزولة ، بل هو تنفيذ محكم لمخطط كبير تقف خلفه قوى كبرى ، تعمل بشكل مباشر أو غير مباشر على اعادة رسم خارطة الشرق الأوسط بما يتناسب مع مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية.

رغم ما يبدو من عداء ظاهري بين ايران وإسرائيل، فإن الوقائع الميدانية تشير إلى وجود نوع من التحالف (( العلني منه والمخفي )) بين الطرفين ، وبعلم ودعم أمريكي مباشر ، فإيران التي تتغنى بشعارات مقاومة (( الشيطان الأكبر )) وازالة إسرائيل من الوجود ، لم تطلق رصاصة واحدة من أراضيها على إسرائيل منذ انتصار ثورتها في عام (1979) في المقابل نجد ان كل الحروب والدمار الذي اصاب الدول العربية لم يصب لا ايران ولا إسرائيل، وكأن هناك توزيع ادوار بين الطرفين ، يخدم مشروعاً اكبر تقوده امريكا .

الاستهداف الواضح يطال الدول التي كانت تمثل ركائز المشروع القومي العربي ، والتي رفعت راية الوحدة والكرامة والتحرير من الاستعمار ، مثل ( العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان وفلسطين ) .

هذا المشروع الذي كان يشكل تهديداً حقيقياً للمشروع الصهيوني ، اصبح هدفاً رئيسياً للتحالف الثلاثي بين ( إيران وإسرائيل وامريكا ).

من يتأمل ما حدث في العراق من غزو واحتلال وتفكيك للمجتمع واشعال صراعات طائفية، يدرك ان الهدف لم يكن فقط تغيير نظام حكم بل إنهاء دور العراق كقوة قومية .

الشيء نفسه تكرر في ليبيا وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين . تم تدمير البنية التحتية وتفكيك الدولة الوطنية ، ودفع الشعوب نحو الاحتراب الداخلي والانقسام المجتمعي .

ايران عبر اذرعها المنتشرة في الدول العربية ، تسهم بشكل مباشر في خلق بؤر توتر تمنح إسرائيل الذرائع الكافية للتدخل وضرب هذه الدول ، ما حدث ويحدث في غزة خير مثال ، حيث يعتقد ان تحركات حماس التي تتبع فكرياً وسياسياً لحكومة الملالي في طهران – تُستخدم كأداة لجر العرب إلى محرقة جديدة ، بينما تبقى ايران في منأى عن اي ضرر مباشر ، وما يحدث اليوم في اليمن حيث قام الحوثيون احد اذرع ايران بضرب مطار بن غوريون بصاروخ وقع بعيدا عن المطار دون خسائر تذكر وكان رد الفعل الاسرائيلي هو تدمير مطار صنعاء تدميراً كاملاً .

الملفت في المشهد ، ان الاستهداف لا يطال كل الدول العربية بل تلك التي كانت ذات توجه قومي وحدوي ، في حين تستثنى دول الخليج العربي والمغرب العربي ، إما لدورها الوظيفي في المشروع الغربي أو لابتعادها عن الفكر القومي العربي المناهض للصهيونية والاستعمار .

كل ما جرى من قتل وتشريد وتدمير للبنى التحتية ، لم يصب ايران وإسرائيل، بل طال العرب وحدهم ، لم تستهدف المفاعلات النووية الإيرانية رغم التهديد المستمر الذي تمثله ، في حين تم ضرب الدول العربية ومحور المقاومة العربي الحقيقي ، لا ذلك المزيف التابع لايران .

من الواضح ان المشروع يهدف إلى تدمير اذرع ايران في العالم العربي دون المساس برأس الافعى ذاته ، وذلك لاطالة امد النزاع وتفتيت ما تبقى من القوى القومية في المنطقة . بهذا الشكل يعاد انتاج مشروع ( برنارد لويس) لتفتيت العالم العربي ، ومشروع ( شيمون بيريز ، الشرق الأوسط الجديد) الذي يقوم على تفتيت العرب وتقزيمهم ، وجعل إسرائيل القوة الاقتصادية والعسكرية المركزية في المنطقة .

في ظل تصاعد الصراع بين امريكا والصين ، قد يتحول التنافس الاقتصادي العالمي إلى مواجهه عسكرية مفتوحة ، وفي مثل هذه اللحظات تكون الدول الضعيفة والمفككة هي الخاسر الأكبر .

على الامة العربية ان تعي حجم المؤامرة وان تستعيد زمام المبادرة لاعادة إحياء مشروعها القومي وتحصين نفسها من الانهيار التام .

اترك رد

الاخبار العاجلة