الدكتور أبو خليل الخفاف يكتب.. أكتوبر مؤامرة فارسية
إنَّ الوضع في غزة وفلسطين مولم جدًا، ولقد شهد العديد من الأحداث والتوترات المؤثرة على حياة السكان. إنَّ متابعة الأخبار من مصادر موثوقة والتحقق من المعلومات لفهم الأبعاد الحقيقية للأحداث في غاية الأهمية، كما أن الأزمات الإنسانية تستدعينا جميعًا والمجتمع الدولي للحد من المعاناة وتقديم الدعم للمتضررين.
فالأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023 كانت محورية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقد أثارت الكثير من النقاشات والتحليلات حول الدور الذي لعبته وتلعبه مختلف الدول، بما في ذلك إيران وإسرائيل، وفي هذا السياق، من المهم النظر إلى هذه الأحداث من منظور تاريخي وسياسي شامل، حيث أن الصراعات في المنطقة غالبًا ما تكون معقدة ومتعددة الأبعاد، والمؤامرة فارسية إسرائيلية بامتياز لتقتل وتدمر أهل غزة وتهجير شعب فلسطين باستخدام حماس، سوى بعلمها أو من دون علمها، وهذا ما لا اقدر إثباته لعدم وجود الأدلة بين يدي الآن.
إنَّ ايران صفت كل قيادات حماس ممن كان لهم الدور الأساسي في حرب اكتوبر ٢٠٢٤. ومن الواضح أن الصراع في المنطقة يتضمن العديد من الأطراف الفاعلة، وكل منها يلعب دورًا في تعقيد الوضع، وإذا كانت إيران كعقل مدبر في بعض السيناريوهات الإستراتيجية، فإن ذلك يمكن أن يشير إلى دورها في دعم حماس وتوجيه سياساتها.
ومع ذلك، من المهم أن نأخذ في الحسبان بأن الأوضاع في المنطقة تتأثر بعوامل متعددة، بما في ذلك السياسات الإسرائيلية، لا سيما موقف نتنياهو طول فترة الحرب، والمواقف الدولية والظروف المحلية.
إنَّ الدمار والمعاناة الناتجة عن الصراعات تؤثر على جميع الأطراف، وليس هناك رابح في مثل هذه الأزمات، والحوار السلمي والتعاون الدولي قد يكونان السبيل الوحيد للتخفيف من حدة التوترات وتحقيق الاستقرار في المنطقة، كما حدث في مفاوضات وقف إطلاق النار.
ونتائج السابع من أكتوبر 2023 على غزة وأهلها كانت مأساوية، ولها تأثيرات عميقة، إذ شهدت غزة دمارًا واسعًا في البنية التحتية، بما في ذلك المنازل والمرافق العامة، مما أدى إلى تشريد العائلات بشكل شبه كامل، وارتفعت أعداد الضحايا إلى اكثر من ٦٠ الف شهيدًا، وأكثر من ١٢٠ الف جريحًا مدنيًا، بما في ذلك الأطفال والنساء، مما زادت من معاناة السكان، وتفاقمت الأوضاع الإنسانية مع نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية، مما ضاعفت من معاناة المواطنين، وتركت الأحداث آثارًا نفسية عميقة على السكان، حيث يعيش الكثيرون في حالة من الخوف والقلق المستمر، وأدى العنف إلى تهجير العديد من السكان، مما زاد من أعداد النازحين داخليًا، وأثر على أستقرار المجتمع، كما أن الأصوات الخارجية بتهجير المواطنين من سكان غزة الى مصر والأردن في مؤامرة مستمرة من عام ١٩٤٨ والقضاء على حل الدولتين.
الشعب الفلسطيني مصر على البقاء في الارض الفلسطينية، والتعويضات عن الأضرار الناجمة عن الصراعات في المنطقة تُعدّ موضوعًا حساسًا ومعقدًا. وإذا كانت إيران مسؤولة عن مؤامرة غزة لتدمير أهلها بقتله وتهجيره، إذًا يجب أن يُنظر إليها على أنها تتحمل المسؤولية عن الأضرار، التي طالت المدنيين نتيجة النزاعات منذ أكتوبر 2023 وإلى يومنا هذا. والمساعي لتحقيق العدالة والتعويضات بحاجة إلى جهود دولية وشاملة، فالصراعات غالبًا ما تؤدي إلى معاناة كبيرة للمدنيين، ويجب أن يكون هناك تركيز على الحلول السلمية لإنهاء دوامة العنف وتحقيق الاستقرار في المنطقة، وهي حل “الدولتين”
بشكل عام.
كانت نتائج السابع من أكتوبر 2023 كارثية على غزة وأهلها، مما يستدعي استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لحماية المدنيين وتقديم الدعم اللازم.
صمود الشعب الفلسطيني هو تجسيد للإرادة القوية والتحدي أمام ظروف قاسية. رغم كل الصعوبات التي يواجهها، يظل الشعب الفلسطيني رمزًا للصمود والمقاومة. القتال ضد آلة الاحتلال الإسرائيلي ومن يدعمها يعكس تاريخًا طويلًا من النضال من أجل حقوقهم وحريتهم. إن الدعم العربي والدولي، رغم أهميته، لا يمكن أن يُعوض عن قوة الإرادة والتضحية التي يظهرها الفلسطينيون في سبيل قضيتهم.
عاشت فلسطين حرة أبيه
د. أبو خليل الخفاف
٢٠٢٥/٢/٣