الدكتور أبو خليل الخفاف يكتب.. احتلال العراق 9/4/2003 مبني على الأكاذيب والتدليس

كان قرار الكونغرس بإعلان الحرب في الولايات المتحدة ينطوي على آثار متعددة تشمل الجوانب القانونية والسياسية والعسكرية.
الآثار القانونية:
- تفويض القوة: إعلان الحرب يمنح الرئيس تفويضًا رسميًا لاستخدام القوة العسكرية، مما يتيح له إتخاذ قرارات سريعة بشأن العمليات العسكرية من دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس في كل خطوة.
تم تقديم معلومات كاذبة. - الامتثال للقوانين الدولية: يتطلب إعلان الحرب الامتثال للقوانين الدولية المتعلقة بالنزاعات المسلحة مثل، إتفاقيات جنيف، مما يؤثر على كيفية تعامل القوات الأمريكية مع المدنيين والأسرى، وهذا ما لم يتم إجراءه في العراق عندما قام بوش الابن بالغزو وقتله العراقيين بدم بارد.
وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ
الآثار السياسية:
- الوحدة الوطنية: يؤدي إعلان الحرب إلى تعزيز الوحدة الوطنية والروح المعنوية في بعض الأحيان، حيث يتوحد المواطنون خلف جهودهم العسكرية، ولم يتوحد الأمريكيون بغزو العراق.
الجدل السياسي: يثير إعلان الحرب جدلاً واسعًا بين الأحزاب السياسية والمجتمع، مما يؤدي إلى انقسامات حول القضية.
المساءلة: يتسبب قرار الحرب في زيادة المساءلة للحكومة، حيث يتم مراقبة كيفية أستخدام القادة العسكريين والموارد الحكومية، وإعلان الحرب أثار جدلًا سياسيًا داخليًا واسعًا إلى يومنا هذا.
الآثار العسكرية:
التعبئة العسكرية: يتطلب إعلان الحرب تعبئة القوات المسلحة وتخصيص الموارد اللازمة للعمليات العسكرية، مما يؤثر على الميزانية الوطنية، إذ صرفت امريكا ما يقارب ثلاثة تريليون دولار امريكي على غزو العراق.
إستراتيجية العمليات: يحدد قرار الكونغرس بشكل رسمي الهدف العسكري والعمليات، مما يؤثر على كيفية تخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية.
التأثير على القوات العسكرية: يؤدي إعلان الحرب إلى زيادة الدعم أو الضغط على القوات العسكرية، حيث يتوقع المواطنون والحكومة تحقيق أهداف محددة.
وحرب العراق يعاني منها الجيش الامريكى نفسيًا إلى يومنا هذا.
الآثار الاجتماعية والاقتصادية:
- التأثير على الاقتصاد: يؤدي إعلان الحرب إلى زيادة الإنفاق العسكري، مما يؤثر على الميزانية الوطنية والقطاعات الاقتصادية الأخرى.
التأثير على المجتمع: يغير إعلان الحرب من نظرة المجتمع إلى القوات المسلحة ويؤثر على العلاقات بين المدنيين والعسكريين.
التأثير على الأمن القومي: يؤدي إعلان الحرب إلى تغييرات في إستراتيجيات الأمن القومي، حيث تتكيف الحكومة مع التهديدات الجديدة.
كان غزو العراق في عام 2003 نتيجة لعوامل متداخلة عدة منها:
- أسلحة الدمار الشامل: كانت الحكومة الأمريكية، بقيادة الرئيس جورج بوش الابن، زعمت أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل وتهديدات محتملة للأمن الدولي، هذا كان أحد الأسباب الرئيسة لتبرير الغزو، وهو قرار باطل مبني على الكذب والتدليس.
الروابط مع الإرهاب: ربطت الإدارة الأمريكية بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة، حيث عدّت العراق ملاذًا للإرهابيين، على الرغم من أن هذه الادعاءات لم تثبت لاحقًا، وتبرير باطل وكذب فاضح، وأول من لاحق الارهاب نظام صدام حسين.
تغيير النظام: كانت هناك رغبة في تغيير النظام في العراق وإسقاط صدام حسين، حيث رأت الإدارة الأمريكية بأن ذلك سيساهم في نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط، وهذا باطل وكذب، إذ تم نشر الارهاب والفساد في الشرق الأوسط.
النفط والموارد: السيطرة على الموارد النفطية في العراق، كانت أحد الدوافع الاقتصادية وراء الحرب، حيث يُعدّ العراق واحدًا من أكبر أحتياطات النفط في العالم، والسرقة كانت دافع أستراتيجي للغزو.
إنَّ مقاضاة جورج بوش الابن أو أي من المسؤولين الحكوميين الآخرين بسبب قرار غزو العراق تُعدّ قضية معقدة من الناحية القانونية والسياسية.
- الحصانة القانونية: عادةً ما يتمتع الرؤساء السابقون بحصانة قانونية عن الأفعال التي قاموا بها أثناء فترة ولايتهم، مما يجعل مقاضاتهم في المحاكم أمرًا صعبًا، والقانون يحمي المجرمين.
التشريعات الخاصة بالحرب: في الولايات المتحدة يتم منح الكونغرس سلطة إعلان الحرب، وقد حصل بوش على تفويض من الكونغرس قبل غزو العراق، مما يعقد إمكانية تحميله المسؤولية الفردية.
التحقيقات والمساءلة: على الرغم من عدم إمكانية مقاضاته بشكل مباشر، فقد تم إجراء تحقيقات ومناقشات حول قرار الغزو، وتم تشكيل لجان في الكونغرس لدراسة هذا الأمر، ولكن لم يتم التوصل إلى نتائج قانونية تؤدي إلى محاكمته، الأمر لم يأخذ جديًا عند اجراءغ التحقيقات والمناقشات حول قرار الغزو.
القانون الدولي: بعض الناشطين يرون بأن غزو العراق كان انتهاكًا للقانون الدولي، ولكن المحاسبة على هذا المستوى تتطلب آليات دولية مثل، محكمة الجنايات الدولية، التي تواجه تحديات في قبول القضايا ضد قادة دول كبرى، وامريكا غير منضمة الى محكمة الجنايات الدولية.
وبشكل عام، فإنَّ محاسبة جورج بوش الابن على غزو العراق تُعدّ مسألة معقدة تتطلب فهمًا عميقًا للقوانين والسياسات المعمول بها، إضافة إلى الدعم السياسي والاجتماعي.
وتم إحالة الملف إلى اعدل حاكم في الكون الله عزَّ وجلَّ.
الدكتور أبو خليل الخفاف
٢٠٢٥/٤/١٠