عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

الدكتور أبو خليل الخفاف يكتب.. تشريع زواج القاصرات

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أعددت شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
حافظ ابراهيم

تشريع زواج القاصرات.. ماذا يعني التشريع بزواج طفلة بعمر ٩ سنوات؟ إنّها جريمة إنسانية لا تغتفر، وسجل عار في العقيدة الطائفية السلبية.

إنَّ إتفاق بيجين لسنة ١٩٩٥ يحرم الزواج من القاصرات، وهذه القضية حساسة للغاية، وتثير الكثير من الجدالات المجتمعية والقانونية، فالزواج من الأطفال، خاصةً في سن مبكرة قبل البلوغ مثل، 9 سنوات، له تأثيرات سلبية كبيرة على حياة الطفولة، بما في ذلك على صحتهم النفسية والعقلية والجسدية، ومن المهم أن تتاح للطفل فرصة النمو والتعلم في بيئة آمنة وصحية، وأن يتمتع بحقوقه الأساسية.

وتوجد فقرات عدة في المواثيق الدولية، التي تعزز حقوق الإنسان وتحرّم زواج القاصرات، ومن بين أبرز هذه المواثيق:
1. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948):

  • المادة 16: توضح حق الأفراد في الزواج وتأسيس أسرة، وتؤكد على أن الزواج يجب أن يتم برضا الطرفين وبالحد الأدنى من السن القانونية.

2. اتفاقية حقوق الطفل (1989):

  • المادة 1: تُعرّف الطفل بأنه كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره.

  • المادة 19: تدعو الدول لحماية الأطفال من جميع أشكال العنف والاستغلال.

  • المادة 34: تحث على حماية الأطفال من الاستغلال الجنسي، بما في ذلك الزواج المبكر.

3. الاتفاقية المتعلقة بإلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة (1979):

  • المادة 16: تنص على حق المرأة في الزواج وتأسيس الأسرة، وتؤكد على ضرورة تحديد الحد الأدنى لسن الزواج.
  1. المبادئ التوجيهية لمنظمة الأمم المتحدة حول زواج الأطفال (2014):
  • تدعو الدول إلى إتخاذ تدابير قانونية وإجراءات فعّالة لمنع زواج الأطفال وحماية حقوقهم.

وتعدّ هذه الفقرات جزءًا من الجهود الدولية الرامية إلى حماية حقوق الأطفال والنساء وتعزيز المساواة.

بيد أن تعزيز حقوق الأطفال والنساء في العراق يتم تدميره بتاثير النظام الفارسي الخامنئي الطائفي والذيول في العراق والمرجعيات الدينية الأجنبية، التي تسعى إلى تحطيم المجتمع العراقي، وقتل الطفولة فيه بتشريعات الزواج من القاصرات بسن ٩ سنوات، وهذا يتطلب مجموعة من الاستراتيجيات المتكاملة، ونقترح على الحركة الوطنية مراعاتها:

1. التوعية والتعليم:

  • تنظيم حملات توعية لزيادة الوعي حول مخاطر زواج القاصرات وتأثيره السلبي على الصحة والتعليم، وتعزيز التعليم للفتيات، وسيلة فعالة لتمكينهن وتغيير المفاهيم الثقافية.

2. التشريع والمراقبة:

  • العمل بكل الصيغ والوسائل لرفض القانون لتحديد الحد الأدنى لسن الزواج ، وإنشاء آليات للمراقبة والإبلاغ عن أنتهاكات حقوق الأطفال والنساء، ورفع تقارير للجهات الدولية وعدم الاعتراف بورقة الزنا من “السيد” أو “المرجع”.

3. التدخل المجتمعي:

تشجيع المجتمعات العشائرية على مناقشة قضايا زواج القاصرات وتغيير المعتقدات الثقافية السلبية، ودعم مبادرات محلية يقودها الأخيار من الحركات الوطنية لإيجاد حلول مستدامة.

  1. الدعم النفسي والاجتماعي: توفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للفتيات المتأثرات بظاهرة زواج القاصرات وإنشاء مراكز دعم تقدم المشورة والمساعدة القانونية.

  2. تمكين النساء: تعزيز برامج تمكين النساء من خلال توفير فرص العمل والتدريب المهني، ودعم المبادرات التي تثمن دور النساء في إتخاذ القرارات داخل أسرهن ومجتمعاتهن.

  3. التعاون مع المنظمات الدولية:

العمل مع المنظمات الدولية والمحلية للحصول على الدعم الفني والمالي في برامج تمتين حقوق الأطفال والنساء، وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات مع دول أخرى نجحت في تقليص هذه الظاهرة، وتقديم التقارير إلى الهيئات والمؤسسات الدولية .

  1. المشاركة الشبابية:

تشجيع الشباب على المشاركة في الحوارات المجتمعية حول حقوق الإنسان، وتمكينهم ليكونوا صوتًا للتغيير، وتكوين مجموعات شبابية تدعم حقوق الأطفال والنساء وتعمل على نشر الوعي.

  1. توفير الفرص الاقتصادية:

تطوير برامج اقتصادية تركز على تمكين الأسر وتوفير بدائل اقتصادية لزواج القاصرات.

وتعدّ قوانين زواج القاصرات من القضايا المؤلمة، التي تؤثر بشكل كبير على حقوق الفتيات وطفولتهن. وفي العراق الذي يعمل مجلسه التشريعي عى اغتيال الطفولة، بل وكل أعراف وتقاليد الشعب العراقي، يشرع زواج القاصرات بناءً على تقاليد طائفية فارسية دخيلة، مما يؤدي إلى أنتهاك حقوق القاصرات وحرمانهن من التعليم والتنمية الشخصية.

“تجهيل الشعوب تدميرها”

إنَّ الزواج من القاصرات يتسبب في العديد من العواقب السلبية:

  1. الحرمان من التعليم: غالبًا ما يتم إجبار القاصرات على ترك المدرسة بعد الزواج، مما يؤثر على فرصهن التعليمية المستقبلية.

  2. المخاطر الصحية: زواج القاصرات يعرض الفتيات لمخاطر صحية جسيمة، بما في ذلك المضاعفات خلال الحمل والولادة.

  3. العنف المنزلي: الفتيات المتزوجات مبكرًا قد يتعرضن للعنف الجسدي والنفسي من أزواجهن.

  4. فقدان الهوية: يشعر العديد من الفتيات بفقدان هويتهن وطموحاتهن بسبب الضغوط الاجتماعية للزواج المبكر.

  5. التأثير على المجتمع: زواج القاصرات يمكن أن يؤدي إلى دورة من الفقر، حيث تُحرَم الفتيات من التعليم والفرص الاقتصادية.

ولمواجهة هذه الظاهرة، يحتاج المجتمع الدولي والمحلي إلى العمل بشكل مشترك لتغيير القوانين والثقافات، التي تروج لزواج القاصرات، وتقوية حقوق الفتيات وتمكينهن من إتخاذ قرارات حول مستقبلهن.

د. أبو خليل الخفاف
٢٠٢٤/٧/٣١

قيم الموضوع

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى