عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

الدكتور حسن السبيري يكتب… عجلات الملالي الاحتياطية

إن الانفجار الذي وقع في بيروت موديًا بحياة ما لا يقل عن 154 شخصًا، وأصاب الآلاف بدرجات متفاوتة، ودمر منازل ما لا يقل عن 350 ألف شخصًا، والتي شبهها سكان العاصمة اللبنانية بـ “القنبلة الذرية”، تكتنفه العديد من الأسئلة. تلك الاسئلة التي بقيت بلا إجابة، بما في ذلك كيف يمكن أن تنفجر نترات الأمونيوم الغير قابلة للاشتعال؟! من المعلوم أن مادة نترات الأمونيوم الكيميائية تستخدم في صناعة الأسمدة والمتفجرات، وصودرت عام 2014 من سفينة شحن روسية اسمها روسوس، جراء مشكلة فنية في ميناء بيروت.

وللعلم، تعد نترات الأمونيوم مادة غير قابلة للاشتعال عادة، لكنها يمكن أن تنفجر إذا تعرضت لحرارة عالية. تشير الأدلة الاولية على حسب ما قيل من لبنان إلى أن الحريق الذي شب في مستودع انفجار أصغر يحتوي على ألعاب نارية، قد كان سببًا في رفع درجة الحرارة اللازمة لتفجير نترات الأمونيوم. وتكهن آخرون بأن مخابئ أسلحة حزب الله ربما لعبت دورًا. التحقيق في سبب التفجيرات قد بدأ للتو.

ولكن منذ البداية أنكر كل من المسؤولين الإسرائيليين والمصادر المقربة من حزب الله إلى رفض الفرضية القائلة بأن الدولة اليهودية لها دور في التفجيرات، رغم من كل ما اشيع حول رؤية طائرات سيارة في المنطقة. هذا الإنكار من قبل المعسكرين شكل تطورًا كبيرًا، في حين أن التوترات بين إسرائيل وحزب الله بلغت ذروتها في الأسابيع الأخيرة، وخاصة بعد مقتل أحد دعائم حزب الله في غارة جوية نسبت إلى إسرائيل حول دمشق الشهر الماضي.


وبناء على هذا التوتر، وضع الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى على طول حدود لبنان وسوريا، واستعد بشكل دفاعي لهجوم محتمل من قبل حزب الله. وجاءت هذه الانفجارات في أسوأ الأوقات بالنسبة للبنان، حيث يواجه الانهيار الاقتصادي ووباء فيروس كورونا والاحتجاجات الشعبية المستمرة ضد الفساد وعدم كفاءة الحكومة. قبل الانفجارات، لم يكن لدى لبنان ما يكفي من الوقود لإدارة مستشفياته على مدار الساعة دون استخدام مولدات احتياطية، ناهيك عن محنة المواطنين العاديين.

هل سيؤدي ذلك إلى حكومة كفؤة وتكنوقراطية قادرة على وضع البلاد على قضبان أكثر استقرارًا، إن أمكن – بالنسبة للغرب والتحالف العربي المناهض لإيران – دون حزب الله كلاعب مركزي في سياسة البلاد؟ أم سنرى، مع عدم الكفاءة والفساد الحاليين، عودة إلى الطائفية العنيفة التي أغرقت لبنان في حرب أهلية استمرت عقودًا؟ ولكن يظل السؤال الأهم، لماذا ألغى حسن نصرالله كلمته التي كانت مقررة الاربعاء، أي قبل التفجير بيوم؟! إن استخدام حزب الله المدنيين من سكان لبنان كدروع بشرية، وإخفاء ترسانتها بينهم، لعدم شن هجمات إسرائيلية ووقوع ضحايا من طوائف أخرى، موثقًا جيدا من قبل الامم المتحدة ووسائل الإعلام الغربية والمنظمات الدولية الحقوقية. فدائمًا ما يعمد حزب الله على تخزين الأسلحة في المنازل والأماكن المدنية.

فمعظم المنازل في المدن الشيعية على طول الحدود اللبنانية تحتوي على مخابئ، بما في ذلك واحد بجانب مطار رفيق الحريري في بيروت، وأعلن ذلك في عام 2018م . أيضًا، في وقت سابق من هذا العام، اكتشفت السلطات الألمانية مئات الكيلوجرامات من نترات الأمونيوم بعد تلقيها معلومات حول مؤامرة تفجير لحزب الله في البلاد.

علاوة على ذلك، في عام 2015، تم العثور على أكثر من ثمانية أطنان من هذه المواد في حوزة رجل لبناني كندي أشتبه في أنه تابع لحزب الله. تمت مصادرة حوالي ثلاثة أطنان في لندن في ذلك العام، قيل أنها لشن هجمات على أماكن يهودية بلندن. كما تم العثور على مخزون إضافي من نترات الأمونيوم في حوزة نشطاء يشتبه في أنهم من حزب الله في تايلاند خلال نفس الفترة.

أما في مصر فمنذ عام 2009م لم يتم الإعلان بعد عن تفجير سوق خان الخليلي بالقاهرة، الذي أودى بحياة شابة فرنسية وإصابة 21 آخرين، لكن بحسب موقع العربية، هناك إيراني من بين المعتقلين. وبالإضافة إلى الانتقادات الموجهة لحزب الله، عجلات الملالي الاحتياطية، باستخدام استراتيجية نترات الأمونيا في المتفجرات، فهل اكتشفت لجنة التحقيق الدولية استخدام تلك المادة في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005؟! حيث يحاكم أربعة مشتبه بهم من حزب الله غيابيًا أمام محكمة تدعمها الأمم المتحدة في هولندا بتهمة التفجير الانتحاري في بيروت الذي قتل الحريري و 21 آخرين. الحكم الذي قد يكون حاسما للقضية والمقرر له اليوم؛ الجمعة.

وبحسب صحيفة دير شبيجل الألمانية الأسبوعية، فإن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة تتبع تقدمًا جديدًا في قضية اغتيال رفيق الحريري. وتشتبه في أن حزب الله، الجناح العسكري للملالي، كان وراء الهجوم الذي أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني في عام 2005.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى