الدكتور عبدالكريم الوزان يكتب.. «الهزيمة دون قتال»
«الهزيمة دون قتال»، ونعني الخيانة والغدر، فكم مرة هزمت جيوش ورجال شجعان وقادة أفذاذ بسبب الخيانة والغدر.
والهزيمة تمثل معانيَ وقيماً عديدة لاتقتصر على الوطن فحسب، بل الصديق يهزم حينما يغدر به، وقس على ذلك الزوج والحبيب وشريك العمل والقريب وصلة الأرحام وكل من نثق بهم.
ومرد ذلك انعدام الحكمة وضعف البصيرة وقلة الوعي والعاطفة والحاجة والوهم للمغدور، وضعف الايمان وسوء التربية والانفلات والإستهتار وحب الملذات للغادر .
بيد أن أقسى وأقبح حالات الخيانة والغدر حينما يتعلق الأمر بالدين والوطن والعرض، وما أوجع الخيانة، حينما تأتي ممن وثقنا بهم.
لكن علينا أن لانأسى كثيرا على أذى يصيبنا من هؤلاء اللؤماء، فهم في الفطرة يحملون هذه الصفات و قد ذكرهم الخالق عز وجل ” وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا”.*
هذا الفجور الفاضح جعلهم منبوذين في الدنيا وفي الآخرة هم في الدرك الأسفل من النار وصدق الشاعر بقوله :
لا تبك قوماً ليس لهم ميثاق
بعض البشر فراقهم ترياق
لا تبك من خان المحبة والوفا
أهل الخيانة مالهم مصداق
لا يخدعنك في المعادن حسنها
كم في المعادن زائف براق
*سورة الشمس ، آية 8