وجاء شهر رمضان الفضيل ، ونحن في خشوع وتبجيل، أعاده الله على الجميع باليمن والبركة.
في هذا الوقت نفتقد الكثير من أحبتنا ، ممن رحلوا الى عالم البقاء .
وماينكأ الجرح أن من العراقيين ، ممن اضطرتهم محن البلاد ، وجار عليهم الزمان وهم في شتات، قد حرموا من توديع أعزتهم. أوحتى حضور مراسيم تشييعهم ومواراتهم الثرى.
بدورنا نقول للراحلين من أرحامنا وأصحابنا، مجددين عهد المودة والوفاء، مهما طال الزمن وبعدت المسافات:
لاتقولوا صد عنا وجفا
عندكم روحي وعندي بدني
……
واذكروني مثل ذكراي لكم
رب ذكرى قربت من نزحا (١)
وأرى بمناسبة شهر الطاعة والغفران، ان يقوم ولاة الأمر في البلاد، بضم جميع من هاجر وبعد الى حنايا الصدور، وفي مقدمتهم أصحاب الكفاءات، وجمع أجزاء اللحمة العراقية، واصدار قرارات شجاعة وحكيمة، بمنأى عن الأحقاد والضغائن والكراهية، واعلاء مبدأ التسامح، وافشاء السلام. آه ..ياليت قومي يعلمون معنى وقدسية السلام ، أوليس هو من أسماء الله الحسنى.؟
إن كل هذا وذاك لايتم الا بدستور عراقي متسام وبصير، وباستقلال ناجز، وبسلطة لاتخشى في الحق لومة لائم ، لايعلو عليها من هو خارج عن القانون تحت أي مسمى، وبالولاء المطلق للوطن، بيتنا الكبير الذي هو أحوج الينا، لنقوي من أعمدة سقوفه، ونطلي جدرانه، ونعلي سوره. فما أحوجنا لذلك.
عندي لأجل فراقكم آلام فإلام أعذل فيكم وألام
من كان مثلي للحبيب مفارقا
لا تعذلوه فللكلام كلام
ويذيب روحي نوح كل حمام فكأنما نوح الحمام حمام
قف في ديار الظاعنين ونادها … يادار مافعلت بك الأيام
ياليت شعري كيف حال أحبتي وبأي أرض خيموا وأقاموا
والله مااخترت الفراق وإنما …. حكمت علي بذلك الأيام(٢)
١- محمد سعيد الحبوبي
٢- بتصرف ، شمس الدين الكوفي