الدكتور عبدالكريم الوزان يكتب.. لمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لرحيل ولدي وميض الوزان
نياط القلب.. في مثل هذه الأيام من كل عام حرصت أن أرثيك. وفي كل مرة أحدث نفسي بأنه في العام الذي يليه قد ألاقيك فلا أجد بعدي من يرثيك .
ثمانية عشر عاما على رحيلك أيها الصديق، فلذة كبدي الأشقر الجميل وكأنها ثماني عشرة دقيقة.
ماتزال صورتك شاخصة أمامي وجسدك الطري الغض مسجى أمام ناظري يتوسط الآلة الحدباء، والابتسامة لم تفارق وجهك وكأنك تسألني: بأي ذنب قتلت؟.
اقرأ ايضا:
الدكتور عبدالكريم الوزان يكتب.. «لاصايرة ولادايرة»!!
على حين غرة دون حتى كلمة وداع تفارق من كان لايقدر على مفارقة محياك لحظة.
ياإلهي كيف تستباح الملائكة؟. وكيف هان على قاتليك انتزاعك من قلبي يانياطه. والله قد قطعت مني الوتين* .
وأنا من بعدك لعمري يتيم . أو ليس الله هو السلام والرحمن والقدير؟. فلم يقتل بعضنا بعضا ونحن في الدنيا لاعبون لاهون راحلون؟ وهل نستحق أن تدمى أفئدتنا وتنكأ جراحنا؟.
ليرحمك الرحمن ياولدي، ونحسبك عنده من الشهداء في عليين، وليؤاجرني في مصابك وهو الذي ألهم الوالدين كل هذا الحب والوفاء والحنين، لعن الجبار الذي يمهل ولايهمل من قتلك يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.. وعند الله يجتمع الخصوم.
” إذا ما دعوت الصبر بعدك والأسى … أجاب الأسى طوعًا ولم يجب الصبر
فإن ينقطع منكَ الرجاء فإنه… سيبقى عليكَ الحزن ما بقي الدهر
على مثلها من فجأة خانني الصبر … فراق حبيب دون أوبته الحشر
ولي كبِد مشطورةٌ في يد الأسى … فتحت الثرى شطرٌ، وفوق الثرى شطر
يقولون لي صبِّر فؤادك بعده… فقلت لهم ما لي فؤاد ولا صبر
* الوتين عرق في القلب .( ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ) الحاقة / 46 ، أي لأهلكناه .
اقرأ ايضا: