
من الصفات الرذيلة والشاذة التي تجعل المخلوق منبوذا من الجميع هي الخيانة، وأخطرها وأمرها خيانة الأوطان.
” عجبا كيف يخون المرء وطنه وقد حزنت لبيع داري لأخي”!!.
لقد كان الخائنون في زمن مضى لايظهرون خيانتهم، لأنهم يعرفون المكانة الوضيعة التي سيكونوا عليها، وخوفا من الأذى بمختلف أشكاله. لكن الغريب اليوم أن الخائنين أصبحوا لايتوانون عن إظهار خيانتهم بكل صلف ووقاحة أمام الملأ.!
ياترى ماعدا مما بدا ؟!. ما الذي جعل هذا المرء يتنكر لأرضه وبلاده وقومه وتأريخه؟. فهو تنكر للعرض إذن!!.
لابد من تحكيم وحوكمة السياسات والقوانين والمواقف في جميع الميادين، ومن الضروري العودة للثوابت وقراءة التأريخ بعناية، وإعادة النظر بالمناهج التعليمية والإعلام وتحسين الأوضاع الاقتصادية ومجابهة البطالة، ومن الأهمية بمكان رعاية الأسرة ومتابعتها عبر الأنظمة والمنظمات، لكن حتى وان لم يتحقق كل ذلك فلا يوجد مبرر للخيانة.
رحم الله شاعرنا بدر شاكر السياب وهو القائل :
إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون!
أيخون إنسانٌ بلادَهْ؟
إن خان معنى أن يكون، فكيف يمكن أن يكون؟
الشمس أجمل في بلادي من سواها،
والظلامْ
حتى الظلام هناك أجملُ، فهو يحتضن العراق.