الدكتور عبد الكريم الوزان يكتب.. “فصد الطائفية”

adminمنذ 3 ساعاتآخر تحديث :
الدكتور عبدالكريم الوزان يكتب

فصد الدم أي اخراج الدم الفاسد عن طريق قطع الوريد جراحيا أو سحبه .
واستخدمت مجازا عبارة “فصد الطائفية” بعد أن لمست هذه الظاهرة المقيتة في عقول ونفوس البعض، ليس الأميون والجهلة فحسب، بل من المتعلمين الحائزين على أعلى الشهادات والعناوين، ولا أقول من المثقفين، وهذا مدعاة جرح نازف.

وبينما العالم ينشغل اليوم بالتحول الرقمي والميتافيرس والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، نجد هؤلاء غارقين في تخلفهم وتعصبهم. وهناك فرق شاسع بين المتعلم والمثقف. فالأخير هو من ترسخت فيه الوطنية وتجسدت الحضارة و الانسانية وسعة البصيرة والحكمة والإيثار، أكثر من غيره .

وقد يتعرض قسم منهم لغسيل الدماغ المؤدلج والممنهج، فيمتلئ قلبه بالأحقاد والضغائن على أبناء وطنه من القوميات أو المكونات أو المذاهب الأخرى، متناسيا عراقيتهم وعروبتهم وأحقيتهم في الحريات الأساسية، والتضحيات الجسام التي افتدوا بها البلاد خلال عقود خلت من الزمن الصعب، وكانوا ومازالوا يتسمون بالصفاء والنقاء، وهذا مايمزق النسيج المجتمعي ويحقق أهداف الأعداء بفعل “البروباغاندا” الموجهة.

ولسوء حظنا فإن الطائفيين يعيشون بيننا ويرتدون ثوب العفة ويصدّعون رؤوسنا زورا وبهتانا بحب الوطن وهو منهم براء. ولاعبرة بانتماءاتهم وتأريخهم وألقابهم. فليتقوا الله في شعبهم، حتى يبنوا وطنا موحدا شامخا للجميع. الفيصل فيه السيادة والأستقلال، بعد أن يفصدوا الدم الفاسد في عروقهم!!.

الاخبار العاجلة