الدكتور محمد العرب يكتب.. أكبر من بريطانيا وأقدم من الأهرامات !!
مجتمع مدهش ومغلق وغامض، لا يعرف الاستسلام، أرواح صغيرة تتجسَّد كجسد واحد، تمتد سطوة وسيطرة إحدى مستعمراته على مساحة 244000 كيلو متر مربع أي أكبر من مساحة بريطانيا، حضارته تمتد لأكثر من 4000 سنة، ويمكن رؤيته تفاصيلها من الفضاء، تنتصب مبانيها على مساحة قطرها تسعة أمتار وترتفع لخمسة امتار….! مملكة النمل الأبيض في شمال شرق البرازيل أكبر بناء مكتشف تشيّده الحشرات على سطح الأرض.
– يمكنك أيها القارئ أن تشاهده بسهولة على جوجل إيرث، هذه المخلوقات المعجزة أنتج حفرها عبر مئات القرون كمية مهولة من التربة والتي جمعها النمل في ملايين، أكرر ملايين التلال المخروطية…! المعلومات الرقمية أعلاه ليست هي مصدر الغرابة والدهشة فما تبقى من عمر هذه السطور فيه أسئلة تحتاج إلى قواميس وخبراء لفك رموزها…؟
أولا النمط الهندسي، هناك طرق خارجية وطرق داخلية والمسافات المتساوية بين كل مخروط وآخر، أما هندسة الأنفاق الداخلية فهي لضمان منافذ آمنة إلى حيث مورد الغذاء من جهة وأكبر منظومة تبريد هندسية في الكوكب من جهة أخرى،
أما غرف المؤونة والمعيشة وغرف الحكم والجيش فتلك قصة لم يستوعبها المكتشفون حتى الآن، العثور على هذه المعجزة البيولوجية المجهولة والمؤهلة وبهذا الحجم والعُمر والإبهار الهندسي والبنية الاجتماعية يفتح باب الأسئلة على مصراعيه حول سلوك هذه المخلوقات وطرق تواصلها مع بعضها ومع المحيط وبروتوكول إدارتها شؤونها وكمية المساحات الأرضية غير المكتشفة، والتي قد تحتوي مجتمعات مشابهة أو أخرى لا نعرف عنها شيئًا، رغم التطور التكنولوجي للبشر بصفتهم القوى العاقلة الأكثر تطورًا أو هذا ما يدّعيه البشر…!
– مجتمع النمل الأبيض يعتبر من أكثر المجتمعات تنظيمًا وتفاعلًا، ويتميّز بعدة جوانب مثيرة للاهتمام والدهشة، يعمل النمل الأبيض بنظام العمل الجماعي الذي يؤدي إلى إنشاء هياكل هائلة تحت الأرض، توفر لهم الحماية وتمكنهم من العيش بشكل مستدام،
كما أن قدرتهم على تحويل الخشب إلى طعام يمكن هضمه، فتلك خصائص تنفرد بها هذه المخلوقات المدهشة، قبل أن تنبهر أيها القارئ بالمعلومات، عليك أن تعرف أن هذه المملكة ظالمة معتدية غير عادلة أبدًا، فالعبودية أساس الحياة الاجتماعية في عالم النمل؛ حيث يتم توظيف نمل معيّن كعمال عبيد، يتم أسر عمال العبيد من أنواع أخرى من النمل واستغلالهم في مجالات مختلفة داخل العش النملي،
اقرأ ايضا:
الدكتور محمد العرب يكتب.. بعوض «غيتس» الخطير
وهناك ظاهرة «خطف البيوض» عندما تقوم نملة من نوع معيّن بسرقة بيوض من مستعمرة أخرى لاستخدامها في تربية اليرقات الخاصة بها، هذه الظاهرة تحدث بشكل أكثر شيوعًا في بعض أنواع النمل الاجتماعي، مثل النمل الأسود والنمل الأحمر الدموي؛ حيت يعتبر خطف البيوض جزءًا من إستراتيجية النمل في زيادة عدد العمال واليرقات في مستعمرتها…!
– قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ).
@malarab1