الدكتور محمد العرب، يعتبر فن ادارة المواهب بنفس درجة اهمية المواهب نفسها ، كم من موهبة ذهبت وصاحبها ادراج الرياح لانها لم تحظى بالإهتمام المناسب، موهبة بدون ادارة ورعاية مثل زهرة في ارض صخرية شحيحة المياه تتقلص يوميا امكانية بقاءها، تحويل المواهب الى كفاءات هي مهمة الدول المتطورة التي لديها خطة واضحة للمستقبل، إدارة الكفاءات بشكل مدروس يحقق التقدم في أي بلد، فالكفاءات تشكل أساس القوة العاملة والابتكار والإنتاجية، كما انها ماكينة تسويقية جبارة والأمثلة على تسويق الدول من خلال مواهبها كثيرة في كل المجالات.
– اكتشاف ورعاية وادارة وتسويق الموهبة تحدد مدى رغبة وقدرة البلد على تحقيق التنمية المستدامة، فمن خلال الاستثمار في إدارة الكفاءات، يمكن لأي بلد أن يبني جيلا من المحترفين المبدعين والموهوبين الذين يسهمون في تقدمه وازدهاره ووضعه بشكل مختلف على الخارطة العالمية، لنلق نظرة عن كثب على فن إدارة الكفاءات في اليابان كمثال، تعتبر اليابان واحدة من أكبر الدول الصناعية والتقنية في العالم، وجزء كبير من نجاحها يعود إلى تفوقها في إدارة الكفاءات، تعتمد اليابان على نهج شامل يجمع بين التعليم المتقدم ونظام المكافآت الجذابة والتنظيم السلس للقوى العاملة، من خلال تسليط الضوء على هذه النقاط، يمكننا فهم كيف يمكن للبلدان الأخرى أن تتبنى أساليب مماثلة لتحقيق التقدم والنمو.
– هناك مواهب متفردة يتطلب وصولها الى العالمية مجموعة من الاجراءات لاكتشاف المواهب والتحديد الدقيق للقدرات والاهتمامات المميزة للفرد، ومراقبة الأداء والتطور المستمر للموهبة من خلال تقييم دوري متوازن، واستخدام اختبارات موثوقة لتحليل المهارات والقدرات الفردية مع توفير إرشاد وتوجيه للموهوبين لمساعدتهم في اكتشاف وتطوير قدراتهم وتقديم برامج تعليمية وتطويرية مصممة خصيصًا لتنمية المواهب المميزة، وإتاحة فرص للموهوبين لمساعدتهم على تطوير مهاراتهم والتفوق في مجالاتهم، وخلق حالة تكاملية بين الموهوبين من خلال تشجيع التعاون بينهم لتبادل المعرفة والخبرات وخلق التنافسية التكاملية .
– ايضا انشاء برنامج علمي لتقديم الدعم اللازم لأسر الموهوبين لتشجيعهم وتعزيز طموحاتهم وتوفير فرص للتواصل مع أقران الموهوبين والمتخصصين في المجال، ووضع خطة لتوفير المحفزات المناسبة والتحديات المثيرة لتعزيز التطور الشخصي والمهني للموهوبين والمتابعة المستمرة لتقدمهم وتحديث الاستراتيجيات اللازمة لتلبية احتياجاتهم المتغيرة، وتشجيع الثقة بالنفس وتطوير مهارات الاتصال والقيادة لدى الموهوبين وتوفير توازن بين العمل الأكاديمي والاهتمامات الشخصية والاجتماعية للموهوبين ، ولابد من ادراج المواهب النوعية في خانة ثروات الوطن من خلال تصميم برامج متخصصة لتسويق تلك المواهب على اختلاف مجالاتها.
– في الختام؛
فن إدارة الكفاءات هو مفتاح النهوض بأي بلد نحو التقدم والنمو وتحقيق التنمية المستدامة ويتطلب توجيه الجهود نحو بناء وتطوير الكفاءات البشرية وتمكينها من تحقيق أقصى إمكاناتها، من خلال استراتيجيات شاملة تركز على التعليم والتدريب وبيئة عمل محفزة ونظم مكافآت ملائمة، يمكن لأي بلد تحقيق تقدم ملحوظ في جميع المجالات، اذا توفرت الرغبة الصادقة والقيادة الحكيمة.
اقرأ ايضا:
