عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

الدكتور محمد العرب يكتب.. فرنسا جغرافية تحتضن تجمعات بشرية بلا حضارات ولا قيم جامعة…؟

 

الدكتور محمد العرب

د.محمد العرب

عند الحديث عن تاريخ فرنسا القديم، تتبادر إلى الأذهان تساؤلات حول طبيعة المجتمعات البشرية الأولى التي عاشت في هذه المنطقة. هل يمكن اعتبار تلك التجمعات حضارات متكاملة بالمعنى العلمي والعقلي؟ لفهم ذلك، من الضروري استعراض تطور المجتمعات البشرية في فرنسا عبر العصور المختلفة.

خلال العصر الحجري القديم الأعلى، كانت فرنسا موطنًا لمجموعات بشرية بدائية تركت بصمات فنية وتقنية مميزة. من أبرز هذه البصمات رسومات كهوف لاسكو في منطقة دوردوني، التي تعود إلى حوالي 17,000 – 15,000 سنة قبل الميلاد. تتميز هذه الرسومات بجمالها وتفاصيلها الدقيقة، مما يجعلها من أقدم الأمثلة على الفن البشري. إلى جانب كهوف لاسكو، توجد حضارة ماغدلينية التي امتدت بين 17,000 و 12,000 سنة قبل الميلاد. تميزت هذه الحضارة بتطورها في صنع الأدوات الحجرية والفنية وانتشارها في مناطق مختلفة من أوروبا، بما في ذلك فرنسا.

لفهم ما إذا كانت هذه التجمعات البشرية تُعتبر حضارات، يجب توضيح الفرق بين التجمعات البشرية والحضارات. التجمعات البشرية تتألف من مجموعات صغيرة شبه مستقرة، تعتمد على الصيد والجمع. تركز أنشطتها على تلبية الاحتياجات الأساسية للبقاء، مع مستوى محدود من التنظيم الاجتماعي والسياسي.

أما الحضارة، فتشير إلى مجتمعات أكثر تعقيدًا واستقرارًا، تتطور فيها الزراعة، المدن، الأنظمة السياسية، الدينية، والفنية، والهياكل الاجتماعية المتقدمة. بناءً على هذا التعريف، لم تصل التجمعات البشرية في فرنسا خلال العصر الحجري القديم الأعلى إلى مستوى التعقيد والتنظيم الذي يميز الحضارات المتكاملة.

مع مرور الزمن، بدأت هذه التجمعات في التطور في فرنسا خلال العصر البرونزي والعصر الحديدي. في هذه الفترات، ظهرت ثقافات مثل ثقافة “Hallstatt” و”Latène” التي كانت متقدمة في المجالات الزراعية، الاجتماعية، والسياسية.

أما الحضارة الغالية (Celtic Gauls) التي كانت موجودة في فرنسا قبل الرومان، فهي تعتبر حضارة متقدمة نسبياً ولها تنظيمات اجتماعية وسياسية ودينية معقدة. تألفت الحضارة الغالية من قبائل متحدة تحت زعامات محلية، وتميزت بمهاراتها في الزراعة، الحرب، والفنون.

بينما لم توجد حضارات بالمعنى الأكاديمي الكامل في فرنسا خلال العصر الحجري القديم الأعلى، إلا أن التجمعات البشرية التي عاشت في تلك الفترة كانت متقدمة في بعض الجوانب مثل الفن وصنع الأدوات.

مع مرور الزمن، بدأت الحضارات بالظهور والتطور في فرنسا خلال العصر البرونزي والعصر الحديدي، مما أدى إلى ظهور مجتمعات معقدة ومنظمة مثل الحضارة الغالية.

هذا التطور يعكس الانتقال التدريجي من تجمعات بشرية بدائية إلى حضارات متقدمة تمتلك هياكل اجتماعية وسياسية معقدة.

ومع كل هذه التجارب الأنسانية والتجمعات البشرية لم تجد حكومة ماكرون ما تحدث العالم به إلا لوحات فنية مبتذلة للشواذ والمنحرفين…!

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى