ربما انتهت مرحلة رئيس الحكومة، وانتهت معه فترة الأحزاب المؤلفة للحكومة الحالية، وقد أقول جازما انتهت مرحلة جل الأحزاب السياسية أيضا، لكن الكارثة لم تنته، الخطر أكبر من إسم سياسي، وأعمق من حكومة أو ائتلاف، وأوسع من حزب او تشكيل سياسي.
هل نبدأ بمحاسبة الفساد والنهب، وتطهير المجتمع وأجهزة ومؤسسات الدولة من الاستغلاليين والناهبين وأعداء التنمية، عوض ان نواصل الانهيار والقفز على فهم واقع باطل. صرنا مطالبين اليوم باسترجاع أنفسنا ومجتمعنا وممارستنا السياسية النزيهة، ليس لدينا الوقت لنبقى متفرجين على مشهد مؤلم.
في زمن السقوط، لا تنفع الشعارات ولا الخطابات الخادعة، ولا الحملات الانتخابية المبكرة. كل شيء ينهار تباعا، لا يريدون أن نبني النموذج التنموي الجديد، ولا أن نقضي على آخر نقط الفقر والهشاشة في بعض المناطق المنسية.
حكومة رُوج لها كثيرا وطُبل لها كثيرا، إلا أن قادتها كانوا واجهة بلا مضمون ولا جوهر. الكثير من الوزراء بلا مسؤولية وطنية، ولا مشاريع تنموية حقيقية، ولا ضمير وطني، بل أحزاب باعت نفسها في سوق الولاء.
للأسف لم تكن حكومة كما تمنيناها شعبا وقيادة، بل في محطات كبرى مارست تزييف الوعي بشكل سادج. أرقام ومعطيات بعيدة عن الواقع وخطاب سياسي وحزبي يحاكي الحقيقة ويجانب الصواب.
سقوط الحكومة الحالية ليس سقوط حكومة فقط، إنه سقوط منظومة سياسية وحزبية لم تعد قادرة على مواكبة المشاريع الملكية وتطلعات الشعب.
أحزاب فككت نفسها بنفسها، وسياسيون حكموا على أنفسهم بالفشل وخرجوا من السياسة من الباب الضيق.
ثم يتساءل البعض، من أين جاء الخراب؟
بقلم الكاتب الصحافي عبدالله العبادي
المختص في الشؤون العربية والافريقية