عاجل
مقالات وآراء

د. أبو خليل الخفاف يكتب.. إن ينصركم الله فلا غالب لكم

إنَّ الأحداث في الشرق الأوسط معقدة ومتعددة الأبعاد، وتاريخ المنطقة مليء بالصراعات والنزاعات التي تتداخل فيها عوامل سياسية واقتصادية ودينية. وإيران قوة إقليمية لها دور مؤثر في العديد من هذه الأحداث، بما في ذلك الصراع في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

وبدأت الأزمة السورية في العام 2011، وتطورت لتصبح حربًا أهلية تشمل العديد من الأطراف، بما في ذلك الحكومة السورية والجماعات المتمردة وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأطراف خارجية مثل، إيران وروسيا والولايات المتحدة.

والصراعات في المنطقة غالبًا ما تُستخدم كأداة لتحقيق مصالح سياسية، لا سيما لإيران، وهذا ما يجعل الأمور أكثر صعوبة، والوضع في سوريا يعكس تعقيدات كبيرة، حيث تلعب إيران دورًا محوريًا في دعم فلول نظام الأسد من خلال توفير المساعدات العسكرية والمالية، وتوجد هناك مجموعة من المليشيات، بما في ذلك حزب الله اللبناني ومجموعات عراقية وفلول نظام الاسد، التي تعمل تحت إشراف إيران، وهذه المليشيات تُعدّ جزءًا من إستراتيجية إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة، حيث تعمل على تطبيق رؤيتها السياسية والدينية، وغرفة العمليات العسكرية الإيرانية تُستخدم لتنسيق الأنشطة العسكرية وتوجيه العمليات العسكرية ضد سوريا ونظامها الوطني العربي.


والتدخل الإيراني في سوريا له تداعيات واسعة، ليس فقط على الصراع السوري نفسه، ولكن أيضًا على الأمن الإقليمي والعلاقات بين الدول في الشرق الأوسط، وهذا الوضع يساهم في تعقيد جهود الوصول إلى حل سياسي شامل للنزاع.

وتقوم إيران بتجنيد المقاتلين والإرهابيين في سوريا كجزء من استراتيجيتها لدعم عودة نظام الأسد، وتُعدّ هذه الأنشطة جزءًا من جهود إيران لتعزيز نفوذها في المنطقة وتحقيق مصالحها السياسية، وهذا التدخل يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي.

إنَّ دعوة المجتمع الدولي لتحديد دور إيران، ووقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار، أمرًا مهمًا للعديد من الدول في الشرق الأوسط، ويتطلب ردع إيران تنسيقًا دوليًا فعالًا، وتعاونًا بين الدول الكبرى والدول الإقليمية، وبعض الخطوات التي يمكن أن يتخذها المجتمع الدولي بتعزيز الحوار مع إيران حول أنشطتها النووية والصاروخية في المنطقة أو ضربها إن لم تستجب، مع تحديد الخطوط الحمراء التي يجب عدم تجاوزها، وفرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة على إيران، تستهدف القطاعات التي تمول النشاطات العسكرية، وتقديم الدعم للدول التي تواجه تهديدات من الجماعات المدعومة إيرانيًاً مثل، سوريا ولبنان.
وما النصر إلا من عند الله

د. أبو خليل الخفاف
٢٠٢٥/٣/١٠

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى