د. أبو خليل الخفاف يكتب.. البطل في الوطن الممزق هو مقاومة الفساد والتخلف

admin7 يونيو 2025آخر تحديث :
د. ابو خليل الخفاف يكتب..

في عالم مليء بالتحديات، حيث يعاني العراق من الفساد والتخلف والخرافة الدينية، يظهر البطل كرمز للأمل والتغيير، وهذا البطل ليس بالضرورة شخصية تاريخية أو أسطورية، بل يمكن أن يكون أي شخص عادي يعيش بيننا، يسعى جاهدًا لتحسين واقعه ومجتمعه.

وفي هذا المقال سنستعرض مفهوم البطل في سياق الوطن الممزق، وكيف يمكن أن يكون له تأثير عميق في تحقيق التغيير الإيجابي، فالبطل هو الشخص الذي يقاوم الفساد ويعمل على مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع، وقد يكون ناشطًا اجتماعيًا يناضل من أجل حقوق الإنسان، أو كاتبًا يستخدم قلمه لنشر الوعي، أو حتى مواطنًا عاديًا يقوم بخطوات صغيرة لتحسين بيئته، ويمثل هؤلاء الأبطال الأمل والطموح، ويجسدون فكرة أن التغيير ممكن حتى في أحلك الظروف.

ويشكل التعليم حجر الأساس في جهود هؤلاء الأبطال، وذلك من خلال نشر المعرفة وتوعية الناس حول حقوقهم وواجباتهم، ويتمكنون من محاربة الخرافة والتخلف، التي يزرعونها أدوات الاحتلال الفارسي رجال الدين الأجانب، والتعليم يمكن أن يكون أداة قوية للتحرر من القيود، التي يفرضها الفساد والجهل، وعندما يتمكن الأبطال من تعزيز التعليم في مجتمعاتهم، فإنهم يساهمون في بناء جيل واعٍ وقادرٍ على التفكير النقدي، الذي تكلمت عنه في مقالات عدة سابقًا.

وتعدّ المشاركة الفعّالة في الحياة العامة جزءًا أساسيًا من دور البطل من خلال الانخراط في السياسة، والمشاركة في الحملات الاجتماعية، وتنظيم الفعاليات، ويمكن لهؤلاء الأبطال التأثير على صنع القرار وتحقيق التغيير، إنهم يدعون الناس للخروج من صمتهم ومواجهة التحديات، مما يعزز روح التضامن والمشاركة. كما أن قصص هؤلاء الأبطال مصدر إلهام للكثيرين، وعلى مر التاريخ شهد العالم العديد من الشخصيات، التي قاومت الفساد والتخلف، وقصصهم تظهر كيف يمكن للفرد أن يحدث فرقًا، حتى في مواجهة أنظمة قوية وفساد مستشرٍ، إذ أن شجاعتهم وإصرارهم تلهم الأجيال القادمة للسير على خطاهم.

لذلك، يعكس مفهوم البطل في الوطن الممزق قوة الإرادة البشرية في البحث عن العدالة والكرامة، وهؤلاء الأبطال سواء كانوا معروفين أو غير معروفين، فإنهم يجسدون الأمل والطموح لمستقبل أفضل، ومن خلال التعليم والتوعية والمشاركة الفعّالة، يمكنهم تجاوز الفساد والجهل، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر عدلاً وتقدمًا، وتذكرنا قصصهم بأننا جميعًا قادرون على أن نكون أبطالًا في مجتمعاتنا، وأن التغيير يبدأ من الفرد، أليس هناك آلاف الأبطال في العراق، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، النائب عامر عبد الجبار إسماعيل والقاضي وائل عبد اللطيف، واللواء الركن الدكتور جمال الحلبوسي.
حياكم الله جميعًا
كل عام وأنتم بخير

د. أبو خليل الخفاف
٢٠٢٥/٦/٧

الاخبار العاجلة