د. أبو خليل الخفاف يكتب.. كيف نطلب من الله تغير حالنا بلا عمل على تغيره؟

admin31 مايو 2025آخر تحديث :
د. ابو خليل الخفاف يكتب..
د. أبو خليل الخفاف يكتب.. كيف نطلب من الله تغير حالنا بلا عمل على تغيره؟

في ظلال السكون، يُطرح سؤالٌ عميق: كيف لنا أن نطلب من الله عزَّ وجلَّ أن يغير حالنا، ونحن نغفل عن أهمية العمل والتغير من داخل أنفسنا؟ إن هذه المسألة تمس جوهر الإيمان وعلاقة العبد بربه، وتدعونا للتفكر في الآيات الكريمة التي تحثنا على السعي والاجتهاد.

يقول الله تعالى: “إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ”، وفي هذه الآية دعوة واضحة للتغيير الذاتي، فهي تذكرنا بأن التغيير الحقيقي يبدأ من داخلنا، من أفكارنا ومشاعرنا وأفعالنا.

وعليه، لنبدأ بالوعي بأحوالنا، فالاعتراف بحاجتنا للتغير هو أولى خطوات الطريق، وعلينا أن نتأمل في تصرفاتنا وعاداتنا، ونسأل أنفسنا: هل نحن راضون عمّا نحن عليه؟ هل نسعى لتحقيق الأهداف التي نطمح إليها؟
وبعد الوعي تأتي مرحلة العمل، إذ يجب أن نضع خططًا واضحة ونسعى لتحقيقها، ويمكن أن يكون ذلك من خلال التعليم وتطوير المهارات، أو حتى تحسين علاقاتنا مع الآخرين، فالتغير يتطلب جهدًا وتفانيًا، وهذا ما يريده الله منا.

ولا يغيب عن بالنا بأهمية الدعاء، فهو سلاح المؤمن، ويجب أن ندعو الله بصدق وإخلاص، ونطلب منه الهداية والتوفيق في مسعانا، ولكن يجب أن نتذكر بأن الدعاء يجب أن يترافق مع العمل، فالله لا يغير حال قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

وكذلك علينا أن نعيش في توازن بين الإيمان والعمل، فالدعاء وحده لا يكفي، كما أن العمل من دون التوكل على الله قد يقودنا إلى الإحباط. لذا، لنجعل من حياتنا رحلة مستمرة نحو التغيير الإيجابي، مستندين إلى الإيمان والعمل، ونبتهل إلى الله أن يوفقنا في مسعانا.

فلنذكر بأن التغير يبدأ من الداخل دومًا، وأن الله تبارك وتعال هو المعين.
كل سنة وأنتم طيبين.

د. أبو خليل الخفاف
٢٠٢٥/٥/٣١

اترك رد

الاخبار العاجلة