عاجل
مقالات وآراء

د. ابو خليل الخفاف يكتب.. “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّه”

في عالم يتسم بالتحولات السريعة والتغيرات الاجتماعية والسياسية يؤكد القران الكريم على إن القلة المؤمنة المتماسكة هي من المفاهيم الأساسية التي تحمل في بنيتها قوة التأثير والتغيير، وهي التي تتمثل في الجماعات التي تحمل قيمًا ومبادئً نابعة من إيمان راسخ، ولها قوة بشكل فعّال في مواجهة الفساد والتحديات المجتمعية.
وتشير القلة المؤمنة المتماسكة إلى مجموعة صغيرة من المواطنين، الذين يتشاركون في قيم ومبادئ الحق والصدق والعدل والمساواة، ويعملون معًا لتحقيق أهداف وطنية مشتركة، وهذه الفئة تتميز بالتزام أعضائها بالمبادئ الأخلاقية، مما يمنحهم قوة إضافية في مواجهة التحديات في نصرة الله والوطن.
والتاريخ مليء بالأمثلة، التي تؤكد بأن القلة المؤمنة غلبت الكثرة الفاسدة، وفي العديد من الحركات الاجتماعية والسياسية، كان هناك أفراد قليلون، ولكنهم استمدوا قوتهم من إيمانهم الثابت بمبادئ العدالة والمساواة، وإن قوة الإرادة والعزم على التغيير تكون أكثر تأثيرًا من الأعداد الكبيرة، التي تفتقر إلى الرؤية وهدفها خدمة الأجنبي الفارسي. وفي هذا الصدد يمكننا تبيان ما يلي:

— الأفراد الذين يؤمنون بالوطن يكون لديهم دافع داخلي قوي يدفعهم للعمل بجد لتحقيق أهدافهم.
— وجود روابط قوية بين أفراد المجموعة “الهوية الوطنية” يعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات، حيث يعملون كفريق واحد.
— القلة المؤمنة غالبًا أكثر تنظيمًا ولديها إستراتيجيات مدروسة لتحقيق أهدافها، مما يجعلها أكثر فعالية من الكثرة العشوائية.
— عندما يرى الناس بأن هناك مجموعة مؤمنه وملتزمة بمبادئها، يصبحون أكثر استعدادًا لدعمها والانضمام إليها.

إنَّ القلة المؤمنة المتماسكة تمثل أملًا في مواجهة الفساد والتحديات المجتمعية، ومن خلال الإيمان القوي والتماسك الاجتماعي والإستراتيجيات المدروسة، يمكن لهذه القلة أن تحدث تغييرًا حقيقيًا في المجتمع، والتاريخ يذكرنا دائمًا بأن القليل ذو العمل الجاد يحقق انتصارات كبيرة ويغير مسار الأحداث، وفي زمن تسود فيه الفوضى والفساد يبقى الأمل معقودًا على هؤلاء القلة من الأفراد، الذين يسعون لتحقيق العدالة والخير.


“لا تقنطوا من رحمة الله”

د. ابو خليل الخفاف
٢٠٢٥/٤/٢٧

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى