عاجل
أهم الأخبارمقالات وآراء

ربيع طليس يكتب.. حنق اليسار الراديكالي والإسلام السياسي إزاء المملكة والعالم !

مقالات ـ بوابة العرب الإخبارية ـ الاثنين 9 نوفمبر 2020

تحتضن المملكة العربية السعودية هذا العام إنعقاد “رؤية ٢٠٣٠” في العاصمة الرّياض، نتيجة ريادتها المبدعة في سياسات الإقتصاد العالمي، وهذا يتزامن مع التبديلات الأمميّة وصراعات المنطقة ولا يربأ عن اليسار الراديكالي والإسلام السياسي، منبعا الإرهاب، المتمثلان بتركيا وإيران، المتربّصان بالمملكة والمنطقة لإيصالهم إلى الهاوية …

بعد رأب الصّدع من قبل الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، على المستويين، العربي والعالمي، بعملية طالت أخطر رجل في العالم، وهو “قاسم سليماني”، الّذي حرّك الأذرع الإيرانيّة، ومدّد إرهابها، بغية تسييد إيران على المنطقة، لسببين، طموح تاريخي وثروات عارمة فيها، ضُبط الإيقاع العالمي وتحدّدت البوصلة في مكافحة الإرهاب، المهدّد للشعوب وغير العالم بعرقٍ أو جنسٍ، إنّما الهادف لثلم النّقوصات الموجودة في ماهيّة وعقليّة النّظام الإيراني بعد هزيمتها في إحداث الخسائر بصفوف الولايات المتحدة الأميركية في قاعدة عين الأسد …

لم تسلم المنطقة من إرهاب إيران وشرّها، والشواهد تكاد لا تنضب، فمن تفجير الخُبر في المملكة لتفجير السفارة الأميركية في لبنان للهجمات الإرخابية على أرامكو، مركز الإقتصاد النفطي العالمي، للحرب في سوريا إنشاء الجماعات الحوثية الإرهابية في اليمن من أجل تضعيف هيبة وقدرات المملكة، لعمليّة “أبو ظبي” الأخيرة منذ شهرين، وهذا لم نعرّج على ذكر شيء من الموبقات السياسية والعسكريّة، إضافةً إلى تصفياتها المافياويّة للقيادات العالميّة وبين بعضها، ومن بين المذكورين أمير الكويت الراحل “صباح الأحمد الجابر الصباح”، على يد “مصطفى بدر الدين”، المقتول في سوريا بمسدس “قاسم سليماني” ويديه، وهذا دليل على الفكر الإرهابي المتعمّق الجذور في الإسلام السياسي …

بعد تقليم براثن إيران على يد الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، لمع نجم تركيا ومعاركها التوسعيّة وحلم إعادة النفوذ في المنطقة، كما كان في السابق، أي السلطنة العثمانية، التي لم تتوانَ المملكة لساعة في تضافر المساعي السياسي والدعم المطلق بغية تحرير البلدان العربيّة الرازحة تحت سطوتها، أو بالمعنى الأدق إحتلالاتها، وإحتلالات لأنّها كانت شاسعة وواسعة، وهذا من أسباب التحامل عليها، ورصّ الصفوف لتشتيت علاقاتها وتقويضها إقتصاديّاً وعالميّاً، وإن طال الباع، جغرافيّاً وجيوسياسيّاً …

لإيران حقد تاريخي على العرب، وأمل بإحياء إمبراطوريّة كسرى، وتركيا لها ثأر سياسي لأنّ إحتلالها إنقضى عهده على يد المملكة وبمساعيها، وهذا ما جمع اليسار الراديكالي والإسلام السياسي مع جهودهم الحثيثة في إعادة أمجادهم الباطلة، والتي لم تُبنَ سوى على قهر الشعوب، وفي إشباع نشوتهم الآخذة بالإثم حيال المملكة …

أبرقت إيران عبر السفارة الإسبانية فيها، بعد فوز “جو بايدن” -لكون الرئيس ترامب قد أهرق دماء رأس حربتهم- إلى الولايات المتحدة الأميركية طالبةً بطيّ صفحات الماضي مع إنفاذ السلام الإسرائيلي-الإيراني، ممّا جعلها توفد بعض دبلوماسيّيها إلى إسرائيل من أجل إجراء المباحثات التي تكشّفت معالها عبر مباراة رياضيّة ستُقام على الأراضي الإسرائيلية بين الفريقين، الإسرائيلي والإيراني، وهذا هو الدافع الأساسي لتغريدة وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”، وباللغة العربية، قاصداً فيها المملكة الإمارات وسائر دول الخليج، حيث تضمّنت :”رحل ترامب ونحن وجيراننا باقون، الرّهان على الأجانب لا يجلب الأمن ويخيب الآمال، نمدّ أيدينا إلى الجيران للتعاون في سبيل تحقيق المصالح المشتركة لشعوبنا وبلداننا، ندعو الجميع إلى الحوار باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الخلافات والتوترات، معاً لبناء مستقبل أفضل لمنطقتنا” …

في سياقٍ متّصل، لم تأتِ تغريدة “ظريف” كمدّ يدٍ للتعاون، فإيران لا ولم ولن تطيق العرب يوماً، ونظامها قائمٌ على الإرهاب الفكري، بل جاءت بمثابة تهديد ناعمٍ للمملكة، وذلك بعد مساورة الوقت لميعاد “مؤتمر ٢٠٣٠”، الواعد لتحسين جودة حياة شعبها وفئة شبابها الكبيرة عبر توفير سبل ترفيه وفرص تسلية عالية المستوى لهم، والساعي إلى المساهمة في تحسين وإثراء نمط حياة مجتمعها وتماسكه الإجتماعي، فأوعزت إيران منذ قرابة الشهرين لخلية تابعة لها في البحرين بإدخال شحنات أسمنت من ماركة هيدلبرغ الألمانيّة للبحرين ومن ثمّ للمملكة العربية السعودية، حيث أنّ الشحنات ستحمّل بالبارود المطحون المصنّع على شكل أسمنت يُستعمل لصناعة المتفجرات حسب ما ذكرت تقارير صحفيّة موثوقة، وهو الأمر الهادف لتخريب صورة المملكة المزدهرة وإظهارها بأنّها لا تصلح لقيادة المؤتمر …

تروم إيران لصبغ المملكة العربية السعودية بالهشاشة، ومن ثمّ لتقسيمها، والإستحواذ على ثرواتها ومقدّراتها، والهيمنة على شعبها وصبّ رؤاهم في نبع السيادة الإيرانية على المنطقة، تماماً كما يحصل في الصراع الأرميني-الأذري بين تركيا وإيران، فإيران وتركيا لم تكونا بالخيّرتان يوماً ولن تكونا …

ربيع طليس
صحفي شيعي لبناني معارض لحزب الله

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى